للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسكندرية (من على الصلـ. . .) (١) منهم، وأول سلطان أساء عليه إنسان من الأوباش منهم، ولما أُدخل إلى سجن ثغر الإسكندرية أودع فيه مقيّدًا إلى ما سنذكره من إزالة قيده، وكيف تأسف الناس عليه إلى الغاية لِما رأوه من حسن سيرته وإظهار عدله في سلطنته على ما بيّنّاه لك، ولم تشمت به في ذلك اليوم سوى الطائفة الظاهرية لما كان وقع من أبيه في حق ولد الظاهر أستاذهم، وهو عثمان المنصور، وفي حقهم أيضًا مما نقموه عليه (٢).

[التحاق والدة المؤيّد به في الإسكندرية]

ولم يزل المؤيّد هذا بسجن الإسكندرية مقيَّدًا إلى أن استهلت سنة ست (٣) وستين وثمانمائة، فبعث بكسر قيده، وخرج الأمر بذلك من الظاهر خُشقدم، وتوجّهت والدته الخَوَنْد زينب ابنة البدر بن حسن بن خاص بك إليه بخَدَمها وحَشَمها، وسكنت عنده بثغر الإسكندرية، وصحِبت معها ابنتها زوجة يونس الدوادار، وكان قد مات زوجها بعد خلع المؤيَّد بأيام يسيرة على ما سنذكره في تراجم هذه السنة. واتفق أنْ مرض ولدها محمد ابن (٤) السلطان الأشرف وأخو صاحب الترجمة الذي عرفت كيفية إخراجه مع أخيه، وكان مرضه في أثناء السنة الآتية، ثم مات بالثغر في ذي الحجة على ما ستعرف ذلك في تراجم سنة ست (٥) وستين الآتية (٦).

[هموم والدة المؤيَّد]

واتفق أن كانت لمحمد هذا ابنة توفيت قبله بيسير، ثم بعثت الخَوَنْد هذه تستأذن الظاهر خُشقدم في نقل ولدها الميت إلى القاهرة لتدفنه عند أبيه بتربته، فبدر الإذن منه لها بذلك، فبعثت برمّته إلى القاهرة، فدفنته بتربة أبيه، ولم تحضر هي لوعكٍ لولدها المؤيَّد صاحب الترجمة أبطَلَ بعض أعضائه، ودام متمرّضًا بذلك


(١) ما بين القوسين عن الهامش.
(٢) توفي المؤيد أحمد بن إينال في سنة ٨٩٣ هـ. انظر عنه في: إظهار العصر ١/ ٣٣٧، وإنباء الهصر/ فهرس الأعلام ٥٢١، والضوء اللامع ١/ ٢٤٦، ووجيز الكلام ٣/ ١٠٣٥ و ١٠٦١ رقم ٢٢٧٧، والتبر المسبوك ١/ ١٠٠ و ١٧٩ و ٢/ ١٨١، والذيل التام ٢/ ٤٦٥، ونظم العقيان ٤٠ رقم ٣٤، ونيل الأمل ٨/ ٩٨ رقم ٣٤٦٠، والمجمع المفنّن ١/ ٣٨٢ - ٣٩١ رقم ٣١٠، وحوادث الزمان ١/ ١٥٣، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٨، وشذرات الذهب ٧/ ٣٥٤، وتاريخ قاضي القضاة العليمي، ورقة ١٣٨ أ.
(٣) في الأصل: "سنة ستة".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "سنة ستة".
(٦) انظر الترجمة رقم (١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>