للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إختباء اثنين من السرّاق يسكن المؤلّف]

وفيه، في أواخره دخل لمكان سكني بتلمسان اثنان من السّرّاق واختفيا بالمنزل من غير أن أشعر بهما، ثم ثارا علينا ليلًا، وجرى لي معهما أنا ومملوك لي خَطْب كبير بعد أن أْحسسنا بهما قبل أن يأخذنا النوم، وسلّم اللَّه تعالى من شرّهما، وخلصا من أيدينا هربا بحيلة منهما، ولو ثارا بنا ونحن رقود لحصل ما لا خير فيه لعلّ على النفس، لكنْ سلّم اللَّه تعالى، وله الحمد على المهلة.

[[أوضاع البلاد عند خروج السنة]]

وخرجت هذه السنة على ما قدّمناه من الحوادث والفِتن، وعلى ابتداء الوحشة بين المصريين وابن (١) عثمان.

وكانت أحوال الأندلس مضطربة، وقد ابتدأت الوحشة بين صاحبها المستعين باللَّه سعد بن الأحمر ملك غَرناطة وبين ولده أبي (٢) الحسن علي، وكان من أمرهما ما سنذكره في التي تليها.

وكان أيضًا حال المغرب الأقصى من بين البرّ -أعني فاس وما والاها- مضطربًا (٣) أيضًا بين صاحب فاس السلطان عبد الحق، وبين وزارته من طائفة بني وطاس. واضطربت أيضًا أحوال أهل فاس بواسطة اليهودي من بني حَنَش الإسرائيلي الذي توزّر لعبد الحق المذكور، بعد قتل عدّةٍ من بني وطاس، وإخراج آخرين، وانحيازهم بتازا ومِكناس، وقيامهم على عبد الحق المذكور. ثم كان من أمر عبد الحق واليهودي ما سنذكره في التي بعدها إن شاء اللَّه تعالى.

وكان من أحوال مملكة تِلِمسان أيضًا مصائب بواسطة الوحشة بين صاحبها محمد بن أبي ثابت، وبين عثمان صاحب تونس، حتى كان من أمرهما، وعَود صاحب تونس إلى تِلِمسان ثانيًا وأخْذها، بعد أن حصّنها صاحبها محمد بن أبي ثابت المذكور ما سنذكره إن شاء اللَّه تعالى.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) في الأصل: "مضطرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>