للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وهنا توجد صفحة أخرى سيّئة جدًّا لا تقرأ، ولهذا لا نعرف ما حملته من أخباره) (١).

[في رأس الطابية]

وفي يوم الأحد ٢٧ من ربيع الأول ٨٦٧ هـ. دُعي إلى ضيافة "البنيولي" برأس الطابية مع جماعة من أعيان التجار والحجاج من أهل الأندلس. وغيرهم، فأعجب بذلك المكان ووصفه، ثم وصف كيفيّة عمل "المجبَنَة" وهي من حلويات تلك البلاد (٢).

وفي يوم الأربعاء ٢٦ من شهر جمادى الأول سنة ٨٦٧ هـ. وُلدت للمؤلّف ابنة من أمَتِه أمّ الشيخ شُكْرْباي، سمّاها "عائشة"، فلم تلبث أن ماتت في آخر النهار، فتأسّف عليها لاشتياقه إلى الأولاد، ودفنها في مكان يقال له "الزّلّاج"، وهو جبّانة عظيمة بتونس. وفي اليوم التالي - الخميس ٢٧ منه - خرج من باب الزّلاج إلى ظاهر تونس، مع صديق له بقصد التنزّه والترويح عن نفسه، بعد أن ضاق صدره بوفاة مولودته، ووصف صديقه بأنه الشاعر الأديب، البارع، الفاضل، الكامل، الدَّيِّن، أبو عبد الله محمد بن محمد المعروف بابن الرزين الخزرجي، الأنصاري، الأندلسيّ الأصل، التونسيّ، ورافقهما ثلاثة من الأصحاب: محمد الحديدي، وأحمد الوردوني، وشعيب البجائي، فاجتازوا بمسيرهم على زرع أخضر، فطلب المؤلّف أن ينشد كل من حضر شيئًا من الشعر على البديهة في هذا الزرع، شرْطَ الإجادة في المعنى، فابتدر ابن الرزين وأنشد ارتجالًا:

يا خليليّ قِفا واعتبِرا … كيف ماس الزرع حُسنًا واستردْ

وبدا منه غدير أخضر … صنعت فيه يدُ الريح زَرَدْ

وأحجم الباقون عن الإنشاد رغم إلحاح المؤلّف عليهم (٣).

وفي يوم السبت ٢٩ من الشهر بعث إليه محمد المسعود بالله بن المتوكل على الله عثمان، صاحب تونس، وليّ عهد أبيه يستدعيه للحضور بين يديه، فلما مَثُل أمامه رحّب به، ورفع محلّه، وأخذ يتلطّف معه بالكلام، فأنشده هذين البيتين:

ألا يا آل حفصٍ يا ملوكًا … ويا دُرّ حلى بهم نعمت سلوكُ

ألا فُقْتُم ملوكَ الأرض طُرًّا … فما من بعدكم أحد مليكُ

فأعجباه وأجازه عليهما، وكتب له ظهيرًا بإعفائه عن المغارم واللوازم. وبعد


(١) الروض الباسم ٢/ ورقة ٤٨ أ، ب.
(٢) الروض الباسم ٢/ ورقة ٥٢ أ.
(٣) الروض الباسم ٢/ ورقة ٥٢ أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>