للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدّة كثيرة قتلوا، وآخرون (١) فُقدوا أصلًا ورأسًا، وأن الذي قُتل من المماليك السلطانية نحو المائتين (٢) مملوك، والخبر في كيفيّتها على جليّتها وحقيقتها الظاهر لنا عدم تحريره، فإنني كنت حريصًا على ذلك على وجه أمرّره من غير زيادة ولا نقص، وطالما مالت عن ذلك جماعة، ويخبر كلٌّ بحسب غرضه، وما تهواه نفسه، حتى سألت عنه من السوارية أيضًا، فوجدتهم يختلفون فيه، ويناقض بعض منهم، ومن المصريّين أيضًا البعض، فلهذا أعرض عن بيان كلٍّ من كلام المخالفين لبعضهم البعض، لكنْ محصّل ذلك كسر العسكر المصري وقتْلهم القتل الذريع وأسْرهم ونهْب ما في أيديهم، بحيث عاد من خلّص مسلوبًا ( … ) (٣). وكان معهم بعض من العساكر الشمالية.

ولما ذكر الجمال ابن (٤) تغري بردي كيفية هذه الوقعة بما اعتمده من بعض الأفواه، أطال الكلام في ذلك، وخبّط فيه، بل وتكلّم بما تهواه نفسه، لا بإنصاف، يظهر ذلك لمن نظر في كلامه في ذلك وتأمّله، وكان على بصيرةٍ من أمر عسكرنا المصري، بل عسكر هذه المملكة جميعه في هذه الأيام، فلا فائدة في اشتغالنا بردّنا عليه بما لا إليه.

(وأمّا يشبُك قمر، فما تم له خبر حتى أدركه أجله، فمات بعد دخوله القاهرة بأيام) (٥).

[خروج يشبُك من مهدي لتسلُّم تمربُغا]

وفيه، في يوم الإثنين سابعه، خرج يشبُك من مهدي الدوادار، ومعه جماعة من الأمراء الإينالية، وجمعٌ من مماليكه، متوجّهًا إلى جهة تمربُغا ليتسلّمه من نائب غزة، ويتوجّه به إلى ثغر الإسكندرية، ليقيم بها بالثغر، لا بسجن ولا نحوه، مما يضيّق به عليه، وتقدّم الإذن له بأن يسكن فيها بدار العزيز يوسف بن بَرْسْباي، وأن يركب إلى الجمعة والعيدين، ولا يوَكَّل به (٦).

(ورود مكاتبة تمربُغا على السلطان باستمراره كما كان) (٧)

وفيه -أعني هذا اليوم في آخر نهاره- ورد كتاب الظاهر تمربُغا على السلطان وهو يتلطّف فيه ويعتذر إليه غاية الاعتذار، وخاطبه فيه بمولانا


(١) في الأصل: "واخرين".
(٢) في الأصل: "نحو المئتان".
(٣) كلمة غير واضحة "ملثوما".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) ما بين القوسين عن الهامش.
(٦) نيل الأمل ٦/ ٣٣١.
(٧) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>