للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع ابن عمر وقتلهما، وبالجملة فكان من الأشرار الفجّار، أحد المفسدين في الأرض، ومع ذلك كلّه، فكان أحسن حالًا من بني قرا يوسف، فإنه كان متمسّكًا بالإسلام في الجملة، وكان يحبّ الصالحين ويعتقدهم، ويحمث الفقراء والعلماء ويعظّمهم بخلاف أولئك على ما هو المشهور من سيرة كلِّ من الطائفتين. وهذه نبذة يسيرة من خبره.

ولما مات قرا يُلُك هذا خَلَفَه ولده صاحب الترجمة فملك ديار بكر بعده وكان أيضًا كأبيه في قُبح سيرته وكثرة شروره من أوباش التركمان الفَسَقة وأهل الشرّ.

توفي في أوائل رجب.

وكان قد ورد حين موته في شعبان وملك بعده ولد أخيه جهان كيرين علي، ولا زالوا - أعني بني قرا يُلُك هؤلاء - حتى صاروا بأخرة ملوك العراق بل العراقين وآذربيجان على ما سيأتي ذلك في محلّه إن شاء اللَّه تعالى من هذا التاريخ حين ذِكرنا قضايا حسن الطويل وما آل به الأمر إليه من قتْل جهان شاه وملْك بلاده، بل وقتل بو سعيد صاحب سمرقند وما جرى منه وله من الحروب، وتوتجهه للقاء السلطان محمّد بن عثمان صاحب الروم، وما وقع من الحرب بينهما وكذا بين العساكر المصرية وذِكر وفاته، وتحليف أولاده، وآل ملكه لولده يعقوب شاه الذي هو بيده الآن في زمننا هذا الذي علّقنا فيه تاريخنا هذا، ونذكر ماجريّة يشبُك من مهدي الدوادار مع عسكره الذي كان مقدَّمًا عليهم أميره بايندر وكيف قتل يشبُك ونفصل ذلك في محالّه أتمّ تفصيل، وإنّما ذكرناه لك هاهنا لتكون على بصيرة منه واستشراف لمحبّيه.

٦٣ - سُنقُر (١).

أحد الأمراء الطبلخاناة بدمشق وأحد حجّابها، وكان قبل ذلك نائبًا بحمص.

توفي بدمشق في هذه السنة.

وسُنقر: اسم بالتركية لطائر، ثم جُعل عَلَمًا على الشخص.

(سودون) (٢)

٦٤ - سودون النَوروزي (٣).

حاجب الحجّاب بدمشق. كان من مماليك نَوروز الحافظي، وتنقّلت به الأحوال بعد موت أستاذه بالبلاد الشامية إلى أن وُلّي دوادارية السلطان بحلب


(١) انظر عن (سنقر) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٧٣، والتبر المسبوك ١٠٨ (١/ ٢٣٤)، ونيل الأمل ٥/ ٢٣٤، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٥.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) انظر عن (سودون النوروزي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٨٧ رقم ١٠٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>