للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إلباس الأمراء الخِلَع]

وفيه، في يوم الخميس ثامنه ألبس السلطان جميع الأمراء مقدَّمين الألوف خلعًا وأحضر لهم مراكيب من خاص خيول الإسطبل السلطاني بالسروج الذهب والكنابيش الزركش، وأذِن لهم بالنزول كلّ إلى داره، لأنهم كانوا كما أسلفناه بالقلعة من يوم حضور جانَم إلى الخانقاه، وكانت إقامتهم بالجامع الناصري، وكذلك القضاة الأربعة (١)، والخليفة، فنزل الجميع ما عدا الخليفة فإنه دام بالقلعة بمكانٍ أُعِدّ له، ومن ذلك اليوم صار ذلك عادة الخليفة إلى أن مات بالقلعة.

وبويع بالخلافة بعده لولد أخيه الخليفة المتوكل على الله عبد العزيز خليفة عصرنا هذا (وسمح) له السلطان بالإقامة حيث شاء على ما بلغني، فنزل بشعار الخلافة ولم يبت بدار الخلافة إلّا بقيّة نهاره ذلك، وهو يوم بيعته، ثم طلع في آخر النهار لمكان عمّه ونقل متاعه (. . . .) (٢) إلى القلعة وأقام بها، وهو على ذلك إلى يومنا هذا، وأظنّ أن ذلك قد صار عادة لمن يلي من الخلفاء واللَّه أعلم (٣).

[استقرار خيربك القصروي في نيابة غزّة]

وفيه -أعني هذا الشهر- استقرّ خيربك القصروي نائب القلعة الذي تقدّم خبر تركه باب القلعة ونزوله إلى العسكر التحتاني في الفتنة التي خُلع فيها المؤيَّد، استقرّ في نيابة غزّة عِوضًا عن بُردُبك بحكم صرفه عنها (٤).

[الإفراج عن الملك العزيز يوسف بن بَرسباي]

وفيه خرج الأمر بالإفراج عن الملك العزيز يوسف بن الأشرف بَرسْباي، والملك المنصور عثمان بن الظاهر، فتحقق من محبسهما بالبرج من الثغر السكندري وأُذِن لهما بأن يسكنا حيث شاءا من الثغر المذكور، وأن يركبا للجمعة والعيدين، وبعث لهما بالخلَع والمراكيب (٥).


(١) في الأصل: "الأربع".
(٢) مقدار كلمتين ممسوحتين.
(٣) خبر إلباس الأمراء في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٥٩، ونيل الأمل ٦/ ١١٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٣.
(٤) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٥٩، وإنباء الهصر، للصيرفي ٣٠٤، ٣٠٥، ونيل الأمل ٦/ ١١٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٣، ونيابة غزة في العهد المملوكي ٣٠٨ رقم ١٠٢.
(٥) خبر الإفراج في: نيل الأمل ٦/ ١٢٠، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٣، ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>