للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى داره ومعه بعض جماعة ليست بالكثيرة، وأخذ هو في الاعتذار عن ذلك بأنه إنما فعل ذلك حياء من الشيخ محبّ الدين، فإنها وُلّيها لا عن اختياره وما أمكنه مخالفة السلطان، واللَّه أعلم بحقيقة ذلك (١).

[[استمرار ابن الأشقر في نظر الجيش]]

وفيه، في يوم الخميس خامسه، خلع السلطان على القاضي الشيخ محبّ الدين بن الأشقر باستمراره على ما بيده من وظيفة نظر الجيش، وسبب ذلك أنه لما أخرج عنه نظر البيمارستان أُرجف بإخراج نظر الجيش أيضًا، وأن في قصد السلطان ذلك، ثم تحرّك جماعة بالسعي في نظر الجيش، فاقتضى الحال استمرار من هي بيده، فخلع عليه بذلك قطعًا لظنون الناس ولجمعهم، فنزل بخلعة ومعه دَست المملكة بين يديه، وسُرّ به أكثر الناس، ودُحر من تحرّك وسعى (٢).

(ولاية السُّوبيني قضاء حلب) (٣)

وفيه، في يوم الثلاثاء عاشره، خرج الشيخ برهان الدين السُّوبِيني المعزول عن قضاء مكة في العام الماضي إلى حلب على قضائها بعد صرْف السراج الحمصي. فكان صرف وقُرّر البرهان عِوَضه. وكان الحمصي قد قدم القاهرة كما بيّنّاه في الخالية واجتمع بالسلطان فتغيّظ عليه ونهره وهدّده، بل وبهدله بالكلام المُنْكي، فبادر وقدّم تقدمة هائلة فأسكته بها بعض الإسكات. ثم اتفق أنه طلع للتهنئة في بعض الشهور، فأعرض السلطان عنه، فبادر بأنْ حلف له أنه لا يسعى في القضاء بوجهٍ من الوجوه، وأظهر غاية التعفّف عن القضاء وأنه لا رغبة له فيه، وبقي يُغضي من منصب القضاء ويُظهر الزهد فيه والعفّة عنه إلى الغاية، ثم لزم داره مع ملازمته للأكابر والتردّد إليهم على عادته توطئة لأخذ ما حلف أنه لا يسعى فيه (٤).

[المطر في آخر شهور السنة القِبطية]

وفيه، في يوم السبت عشرينه، أظلم الجوّ بتراكم الغيوم، وهبّت ريح باردة، ثم أمطرت السماء مطرًا يسيرًا بعد العصر، ودام ذلك إلى قدر مغيب الشفق،


(١) خبر ولاية السفطي في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦، ونيل الأمل ٥/ ٢٠٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٠.
(٢) خبر ابن الأشقر في المصادر السابقة.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر ولاية السوبيني في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦، ونيل الأمل ٥/ ٢٠٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>