للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان قد خرج إليها قبل ذلك بتعيين من السلطان هو ونقيب الجيش محمد بن أبي الفرجٍ في الشهر الماضي ليكشفا عن مكان هناك كان للسلطان في عزم أن ينشيء برجا لأجل حفظ ذلك الساحل من طروق الفرنج القرصان (١).

[[الأراجيف بموت السلطان]]

وفيه، في يوم السبت عاشره قوي مرض السلطان وكثرت الأراجيف، ثم كان ما سنذكره.

وفيه في يوم الإثنين ثاني عشره أرجف بالقاهرة بموت السلطان لشدّة مرضه، ثم لم يصحّ ذلك، وكان ما ستعرفه.

وفيه في يوم الثلاثاء ثالث عشره وقع بالقاهرة قلقلة عظيمة وهرج كبير، فهاجت الناس واضطربوا وأخذوا في القال والقيل وكثُرت جماعة من العوالم عند باب المدرج كالمنتظرين لجنازة السلطان للفُرجة عليها على عادة العوامّ في غير ذلك، فبلغ من بالقلعة ذلك، فعزّ عليهم. ثم نزل الوالي إلى أولئك القوم فبدّد شملهم وفرّق جمعهم، ثم خرج المنادون فنادوا (٢) بشوارع القاهرة بالأمان والإطمئنان والبيع والشراء، وأن أحدًا لا يتكلّم فيما لا يعنيه، فحصل بذلك بعض طمأنينة للناس وسكن الحال شيئًا، وبَطَلَ الهَرَج إلى ما سنذكره (٣).

(ذِكر بداية سلطنة المؤيَّد) (٤)

وفيه، في يوم الأربعاء رابع عشره حين الضحوة كانت مبايعة السلطان الملك المؤيَّد أبي (٥) الفتح أحمد بن السلطان الملك الأشرف إينال الأتابك قبل ذلك. وكان من خبر ذلك أن الشهابي أحمد المذكور هو ووالدته وصهره بُردُبَك الدوادار الثاني لما رأوا الأشرف إينال قد ثقُل وانحطّ في مرضه وظهرت عليه أمارات الموت دبّروا قبل هذا اليوم سلطنة أحمد المذكور، ثم ذكروا ذلك للسلطان فأجابهم إليه،


(١) في الأصل: "قرصال" باللام.
وخبر صهر السلطان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٥٦، ونيل الأمل ٦/ ٩٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٦٦.
(٢) في الأصل: "فنادت".
(٣) خبر الإرجاف بموت السلطان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٥٦، ونيل الأمل ٦/ ٩٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٦٦.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) في الأصل: "أبو".

<<  <  ج: ص:  >  >>