للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكرهم على إقامة محمد بن عثمان بن الأفضل عباس بن علي بن داود سلطاناً، فبايعوه ولقّبوه بالمفضل أسد الدين، واستمرّ بزَبيد حتى وصل إليه العساكر من المظفّر صحبة القاضي شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن الصباحي والطواشي الخادم اختيار الدين محسن، ففرّ المماليك عن السلطان المذكور، فقُبض عليه وحُمل إلى بعض الحصون فأُدخل إليه، وكان آخر العهد به (١).

ثم كان من أمر المماليك ما سنذكره قريباً إن شاء الله تعالى.

[[قضاء المالكية بالإسكندرية]]

وفيه في يوم السبت ثامنه أو تاسعه، استقلّ في قضاء المالكية بثغر الإسكندرية الشيخ شهاب الدين أحمد بن سعيد التونسي المغربي المالكي، وكان قد قدم من دمشق، واتفق وفاة الجمال الدماميني على ما أسلفناه فيما تقدّم، فوُلّي هذا عِوضه، وسار في القضاء سيرة حسنة، وحُمدت أحكامه وقضاياه على ما عرفت ذلك في ترجمة الدماميني (٢).

ووهِمَ البدر العَيني (٣)، رحمه الله، لما ذكر هذه الولاية فسمّاه - أعني من تولّى -: يحيى ظنّاً منه بأنه العجيسي.

(موت اليهودي من التعزير) (٤)

وفيه في يوم الجمعة خامس عشره بالرؤية ثبت على قاضي القضاة الحنفي الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، سعد الدين ابن الديري [عـ]ــن يهود الكنيسة التي تقدّم ذِكرها في متجدّدات الخالية، وذكرنا أنـ[ـــه] وجد بها كتابة في منبرها وهي: "محمد" و"أحمد"، ثبت عنده أنهم كانوا يصعدون على المنبر ويطأون ذلك الخط بأقدامهم، فعزّر ثلاثة من اليهود الذين كانوا يباشرون ذلك بالدروس بعد أن أراد قطع يد أحدهم بنقل احتجّ به على ذلك، فأسلم واحد منهم من غير إكراهٍ باختياره ظاهراً، ومات الواحد من التعزير، ووعك الآخر ومات بعد أيام إلى حيث ألقت وإلى سعير وبئس المصير. والمسألة معلومة أن الإمام أو القاضي إذا عزّر فمات المعزَّر من ذلك فلا شيء عليه إذا لم يقصد إتلاف نفسه ولو كان مسلماً، فما ظنّك باليهوديّ (٥)؟


(١) خبر سلطنة المفضّل في: نيل الأمل ٥/ ١٥٧.
(٢) التبر المسبوك ١/ ١٠٨.
(٣) عقد الجمان: (ميكرو فيم ٣٥٠٨٦) ج ٢٤/ ٢ ص ٧٢٧.
(٤) العنوان عن الهامش.
(٥) خبر موت اليهودي في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٦، والتبر المسبوك ١/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>