للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نادرة أخرى) (١)

ويحكى عنه أيضًا مما هو قريب من ذلك بل فوقها أنه باع مرة زيتًا بمبلغ كبير جدًا بقول المكثر فوق الخمسة آلاف دينار، وحمل ( .... ) (٢) وساروا به، ثم أخرجت من بئر الزيت فأرة ميتة، فركب بنفسه إلى أن لحق القافلة ومعهم ( … ) (٣) باعه فقال لهم: يا جماعة هذا الزيت بخس لا يجوز بيعه وقد أحضرت ثمنه إليكم، فإمّا أن تأخذوه وتمضوا في حال سبيلكم وتريقوا الزيت أو تريقوه وتحضروا معي أُعطِكم غيره، فأبى أهل القافلة من أخذ الثمن ومن الإراقة، وقالوا: ما عليك نحن رضينا، فلا زال بهم حتى أراقه وعاد بهم وأعطاهم زيتًا بدله، وهذه أيضًا لم أحرّرها من الثقات، بل سمعتها من الأفواه شائعة. وبالجملة فكان من المعدودين المشهورين من أهل الخير والبرّ والمعروف.

توفي في يوم الأحد سلْخ جمادى الآخرة، وقد ناف على الثمانين.

وكانت جنازته حافلة حضرها نائب الشام فمن دونه، وله مًاثر كثيرة وبِرّ وخير يُذكر به.

وهو والد السراج عمر، والبدر حسن ناظر جيش دمشق، وقد يُعرَف البدر هذا بالدولة وداخلهم، وتولّى نظر الجيش غير مرة، وتنقّلت به الأحوال حتى أتلف غالب مال والده، وكان ثقيل السمع، وبينه وبين الوالد صُحبة أكيدة، وكان يداوم التردّد إليه ونحن بدمشق، والوالد إذ ذاك من جملة مقدّمي الألوف بها.

وللخواجا شمس الدين هذا الدار التي على بابها الساعات بالهيئة الغريبة، وهي موجودة إلى يومنا هذا بدمشق، وقد بَطَلَت بعد موته. ولما مرض أوصى بثلث ماله يبدأ من ذلك تكملة عمارة الخان الذي (٤) أنشأه وما كمل وأن ينظّف منه وعسرة شعسع؟، ثم يقسّم ما فضل على أربعة أسهم، سهم لفقراء مكة، وآخر لفقراء المدينة، وآخر لفقراء البيت المقدس، وآخر لفقراء دمشق، فجزاه اللَّه تعالى خيرًا عن دينه وتقبّل منه سمته وفضله.

(ترجمة الشيخ شمس الدين ابن (٥) زُهرة) (٦)

٧٦ - محمّد بن يحيى بن أحمد بن أحمد بن دُغرة بن زُهرة (٧) الحِبراصي، الدمشقي، الطرابلسي.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) مقدار كلمة أو اثنتين ممسوحتين.
(٣) مقدار كلمة ممسوحة.
(٤) في الأصل: "الخان التي".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) انظر عن (ابن زهرة) في: الردّ الوافر، لابن ناصر الدين ١٨٩، ومعجم شيوخ ابن فهد ٢٩٠، =

<<  <  ج: ص:  >  >>