للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من قصّة هرب تمراز أن السلطان كان قد بعث بالقبض عليه، وكأنه أحسّ بذلك ففر هاربًا من صفد موسّعًا، وله قصة مشهورة في ذلك (١).

[[استعطاف السلطان على نائب الشام]]

وفيه في يوم الثلاثاء رابع عشره قدم إلى القاهرة الزيني عبد القادر بن جانَم نائب الشام لأجل استعطاف خاطر السلطان أيضًا على والده جانَم المذكور، وحضر معه في صحبته قَراجا أتابك دمشق لسلطت (؟) بالسلطان لكون عبد القادر كان حينئذٍ صغير السنّ حَدَث، وأراد جانَم يبعث قَراجا معه أن يكون كالترجمان له، فأذِن السلطان لعبد القادر بالدخول، فدخل في هذا اليوم، وأعيد قَراجا من حيث جاء (٢).

[توجُّه تَنَم إلى دمشق للقبض على نائب الشام]

وفيه -أعني هذا اليوم- خرج الأمر من السلطان بطلب الأمير تَنَم من عبد الرزاق المؤيَّدي أمير سلاح كان من ثغر دمياط ليحضر إلى القاهرة، وأشيع بأنه إنما طُلب ليولَّى نيابة الشام عوضًا عن جانَم، وكذلك كان كما سنذكره.

وفيه، في يوم الخميس سادس عشره أصبح تَنَم رصاص الظاهري بالخانقاه السرياقوسية وقد أسرى ليلًا بأمر من السلطان، ومعه جماعة كثيرة من أعيان الخاصكية زيادة على الثلاثين نفرًا، وهم على جرائد الخيل والنُجُب وقد عيّنهم السلطان للتوجّه إلى دمشق للقبض على جانَم نائبها (٣).

[طلوع الأمير تَنَم إلى القلعة]

وفيه، في يوم الأربعاء ثاني عشرينه وصل الأمير تَنَم المبعوث بطلبه من ثغر دمياط، وطلع إلى القلعة، وتمثّل بين يدي السلطان، فأكرمه وترحّب به، وأجلسه مرتفعًا على قرقماس أمير سلاح، وقد ترشّح لنيابة الشام (٤)، وكان من أمره ما سنذكره.

[طلوع والد المؤلّف إلى القلعة ثانيًا]

وفيه، في يوم الجمعة رابع عشرينه طلع الوالد إلى القلعة فاجتمع بالسلطان


(١) المصادر السابقة.
(٢) خبر استعطاف السلطان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٦، ونيل الأمل ٦/ ١٣٥.
(٣) خبر توجّه تنم في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٦، ونيل الأمل ٦/ ١٣٤، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٠.
(٤) خبر طلوع تَنَم في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٦، ونيل الأمل ٦/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>