للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سواهم، ولا يذكر على أنه مال لكلامهم، فلو بقي على ما نواه أولًا لكان أنسب وأقعد، وأقرب للوفاء بالعهد وأرشد، لكن لا عبرة للمعتبر ولا تبصرة إلّا بدون ما حلّ بالكثير (١)، وكيف زالت الدنيا عنه والخير (٢).

فرحِم اللَّه من قال وأحسن في المقال.

دُنْيتُك إن ما حبت لك أنجبت وأنْكَتْ … إن أقبلت أقلَبَتْ أو أقعدت اتكت

أو أسبلت أسلبَت وأشْكرت أسْكرت … أو أوكبت أنكبت أو أضحكت أبكت (٣)

[توجّه الدوادار الثاني إلى حلب]

(وفيه، في ليلة الإثنين عشرينه، خرج كَسْباي من ولي الدين الصدر، الدوادار الثاني، الماضي خبره، متوجّهًا إلى حلب على هيئة حسنة، ومعه جماعة من حاشيته ومماليكه، ولم يوكَّل به ولا شُوِّش عليه.

وسيأتي تمام أمر كَسباي هذا في محلّه إن شاء اللَّه تعالى) (٤).

[[الإرجاف بالفتنة]]

وفيه، في ليلة الخميس، ثالث عشرينه، كثُر الإرجاف بثوران فتنة، وأشيع بأن الظاهرية الكبار خُشداشي السلطان قصدُهم الركوب، واستفيض بأنهم اتفقوا على ذلك هم والظاهرية الصغار الخُشقَدَمية، وفشا هذا وشاع، وذاع بين الناس، حتى بلغ ذلك السلطان، وانزعج منه في نفسه، ثم أصبح الخميس ولم يكن شيء (٥) مما أشيع، وللَّه الحمد على عدم الفِتَن والشرور (٦).

(مشافهة السلطان الأمراء بأشياء) (٧)

وفيه، في يوم الخميس هذا، لما أصبح السلطان فجلس للخدمة أخذ يذكر للأمراء شيئًا من قضية ما بلغه من الكلام الذي تقدّم ذِكر إشاعته في الليلة الماضية، وبالغ في ذلك لهم:

أخبرني من أثق به من أعيان الخاصكية ممن كان حاضرًا ذلك المجلس أنه


(١) مضبّبة في الأصل.
(٢) خبر تأمير الجماعة في: نيل الأمل ٦/ ٣١٥.
(٣) هنا يوجد سطر على الحاشية غير واضح.
(٤) ما بين القوسين من هامش المخطوط.
(٥) في الأصل: "شيئًا".
(٦) خبر الإرجاف بالفتنة في: نيل الأمل ٦/ ٣١٥.
(٧) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>