للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التكلّم في المباشرات، والتحدّث على ديوان الأمراء وغيرهم ونودي بذلك في شوارع القاهرة بكفّ أهل الذمّة قاطبة من الأقباط وغيرهم من التصرّف والمباشرة ( … ... … ) (١) واستقرّوا على ذلك بوجهٍ من الوجوه، وكُتب بذلك إلى سائر الممالك ( … ... … ) (٢) بشان ولي حكمه (٣)؟

[إنعقاد المجلس بالمدرسة الصالحية بشأن أهل الذمّة]

وفيه أيضًا أمر السلطان بعقد مجلس بالمدرسة الصالحية بالقضاة الأربعة (٤) ونوابهم وحضره جماعة من المشايخ، والدوادار الكبير بسبب أهل الذمّة. والحضور بالعهود المكتوبة قديمًا لأهل الذمّة وقُرئَت فوُجد ببعضها، وأن أحدًا منهم لا يباشر في ديوان أحد من الأعيان بقلم الدَّيْوَنة ولا في عمل من الأعمال ( … ... … ) (٥) إلى أن وجد فها، وأن لا يتعمّم على رأسه بأكثر من عشرة أذرُع، ( … ... … ) (٦) هم عن نساء المسلمين بالأزرق للنصارى، والأصفر لليهود على أن يلتزمن بلباسهنّ بالأسواق والشوارع حين خروجهنّ إليها، وكذا يتميّزون في الحمّامات. ووقع كلام كثير لهذا المجلس. ثم اتفق الرأي أن يلزم أهل الذمّة بذلك فأُلزموا جميع ذلك، وحكم به العَلَم البُلقيني، ونفّذه الآخرون (٧) من رفقته القضاة، وألزموا به ما عَدا الطبّ والصرف بشروطهما، وصمّم السلطان على ذلك. وساء ذلك أهلَ الذمّة وأنِف عنه جمع (٨) منهم فأسلموا وداموا على مباشراتهم، وعظُم الأمر على قبط مصر، وما أحسن ذلك لو دام، لكنّه لم يدم إلّا نحو السنة. ثم عاد كل شيء إلى ما كان عليه. قبل هذه الحادثة، وبلغ السلطان فلم يكترث به ولا اهتم له أصلًا، بل ولا سأل عنه، فأين ذلك التصميم العظيم والتفتيش مع هذا السُكات، فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون (٩).


(١) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٢) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٣) خبر أهل الذمّة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨١، ووجيز الكلام ٢/ ٧٥٩، والذيل التام ٢/ ١٧٤، ونيل الأمل ٦/ ١٧٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٢.
وقد صنّف السخاوي في هذا: "القول المعهود فيما على أهل الذمّة من العهود". انظر في ترجمته بالضوء اللامع ٨/ ١٨، وإيضاح المكنون ٢/ ٢٥٤.
(٤) في الأصل: "القضاة الأربع".
(٥) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٦) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٧) في الأصل: "ونفذه الآخرين".
(٨) في الأصل: "وأنف عنه جمعًا".
(٩) خبر انعقاد المجلس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨١، ونيل الأمل ٦/ ١٧٥، ١٧٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٢، ٤١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>