للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه وخروجهم للخدمة، حتى ظهر في هذا اليوم، ثم كان له ما سنذكره (١).

[[وصول أحد العربان ببشارة الحاج]]

وفيه -أعني هذا اليوم- حضر إلى القاهرة شخص من العربان ببشارة الحاج وكُتُبهم، وعُدّ ذلك من النوادر كون مبشّر الحاج يكون من العرب، والعادة جرت بأن يكون من الأتراك ومن أعيان الخاصكية، لكنْ لما أخيفت السُبُل وعُدم الأمن جاء هذا العربي، وأعيب ذلك على السلطان وعُدّ ذلك نقصًا في المملكة ووهْنًا فيها (٢).

[المؤلّف يتوسّط لإطلاق أسير من مركب الإفرنج]

وفيه، في يوم الأربعاء ثامن عشْرينه ورد إلى مَرْصا (٣) تونس وإلى ميناها اثنان من مراكب الفرنج ومعهم عدّة أسرى للفدي (٤) وأفدوا.

ثم اتفق لي أنني توجَّهت إلى المَرصا ونزلت في قارب للتفرّج على ذَين المركبين، فطلعت إلى الأكبر بينهما، وبينما أنا أتفرّج فيه وإذا بشخص من الأسرى المحضرين تركيّ الجنس من بلاد حاج ترخان من دَيسْت قبجاق التتر لا يعرف شيئًا باللغة العربية، بل بالتركية والفرنجية، لم يبق في المركب غيره من الأسرى، فسألته بالتركية عن اسمه فأجابني، ثم قال لي: أنا من أسرى المسلمين.

فقلت له: قد أُفدي جميع أسرى المسلمين، فما بالُك؟

فقال: كلّموني في حين الفداء فلم أعرف بلغة العرب لأترجم عمّا في ضميري. فلم يلتفت إليّ أحد، وظنّوا أنني كافر.

فوعدته بأنني أفديه، فدعا لي.

ثم لما نزلت اجتمعت بصاحبنا الخواجا التاجر، المعظّم المكرّم، سيدي أبو (٥) القاسم البينوني الغَرناطي الأندلسي نزيل تونس وعظيم التجار بها، [وحدّثته] عن هذا الشخص فقال: واللَّهِ إننا ظننّا أنه من الكفّار ولم نعلم لغته. فأعلمته بإسلامه وأنه تركيّ الجنس من خيار المسلمين لا يعرف غير لغة الترك والفرنج،


(١) خبر خروج السلطان في المصادر السابقة.
(٢) خبر بشارة الحاج في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٣، ونيل الأمل ٦/ ١٥٠.
(٣) هكذا في الأصل، والمراد: "مرسى".
(٤) هكذا في الأصل، والصواب: "الفداء".
(٥) الصواب: "بسيدي أبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>