للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ الإمام العالم، العلّامة، الزاهد، العابد، الصوفي، المحقّق، شمس الدين أبو (١) عبد اللَّه محمد الحافي، الحنفي، عين العلماء الأجلّاء، الأعلام، وأوحد فضلاء الأنام، وقدوم الخلق، والموصل إلى الحق، وأجلّ فقهاء القان الأعظم، معين الدين شاه رُخ بن (٢) تيمور خان، وكذلك ولده ألُوغ بَك صاحب سمرقندى. وكان قدومه لأجل الحج، وتلقّاه حين الورود وقبل الدخول القاضي كمال الدين بن البارزي كاتب السرّ، والجمال ابن كاتب جَكَم ناظر الخاص، ثم اجتمع بالسلطان فأكرمه غاية الإكرام وأنزله وأجرى عليه الرواتب إلى أن خرج إلى الحج مع الحجّاج. وكان اجتمع أيضاً بولد السلطان الناصري محمد وسُرّ به، وأضافه مراراً، من ذلك مرة بربيع خيوله، وحصل منه فوائد جليلة (٣).

ذكر لي ذلك شيخنا وسيّدنا ومولانا العلّامة، أستاذ العالم الشيخ محيي الدين الكافيجي، رحمه اللَّه تعالى، وكان يُثني عليه ويصفه بجلالة القدر. وستأتي ترجمة -أعني الشمس الحافي- هذا في محلّها من هذا التعليق إن شاء اللَّه تعالى.

[[شهر شوال]]

[خروج رَكْب الحاج]

وفيها، في يوم الخميس ثامن عشر شوال، خرج الحاج إلى البِركة، فنزل أمير الحاج، وهو تغري بَرْمَش (٤) الزَرَدْكاش بها. وكانت العادة المستمرة القديمة إلى هذا اليوم الخروج إلى الريدانية، وكان هذا الخروج يسمَّى التبريز، ثم التوجّه منها إلى البِركة فأُبطِلت هذه العادة في هذه السنة (٥). واستمرت بعد ذلك إلى يومنا هذا، فصار الحاج يرحل من القاهرة فينزل بالبركة بمرة، ويقيم بها إلى أن يرحل منها في الثاني والعشرين من شوّال.

وكان أمير الركب الأول يونس الأقبائي، وخرج أيضاً في هذا اليوم.


(١) في الأصل: "أبي".
(٢) في الأصل: "ابن".
(٣) خبر قدوم الحافي في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٣٥٠، وحوادث الدهور ١/ ٧٩، ونزهة النفوس ٤/ ٢٣٩، ٢٤٠، والتبر المسبوك ١٧، ونيل الأمل ٥/ ١٥٠.
(٤) في نيل الأمل ٥/ ١٥٢ "تغري بردي".
(٥) خبر خروج الركب في: حوادث الدهور ١/ ٦٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٥٠، ٣٥١، والتبر المسبوك ١٨، ونيل الأمل ٥/ ١٥٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٢.
ووقع في أصل المخطوط: "فأبطلت هذه العاده في هذه العاده في هذه السنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>