للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرضه الذي مات فيه أن سبب تمرّضه هو الرعب الذي حصل له في ذلك اليوم، فإنه عرض له إسهال دموي وقولَنْج، وتمادى به المرض مع أسباب أُخَر على ما سنذكره في وفيات هذه السنة.

ثم ألزم الظاهر ابن (١) عُبيد اللَّه المذكور بإحضار علي القَرْمي المذكور، فنزل من القلعة وهو في غاية النكد والتشويش والتأثّر النفسي والبدني، وبقي في تَطلّب علي المذكور، إذ لم يعلم بأنه توجّه للخانقاه، وبقي يظنّ أنه في جهات القاهرة أو في بعض حاراتها وثب جماعة من أصحابه ورتبهم في تطلّب علي المذكور ظنّاً منه أنه إذا أحضره إلى السلطان ورآه رحِمَه وعرف حقيقة حاله، لا سيما وهو قَرْميّ تركيّ الجنس ليس مما يظنّ به ما نقل عنه، لأنّ غالب هذه الأشياء إنما تصدر عن بعض الأعاجم لتوغّلهم في هذه الأمور، بخلاف الترك، لا سيما أهل القرْم، وخصوصاً معرفة الظاهر إيّاهم ( ....... ) (٢) ممّن أقام بالقرم في حالة صِغره مملوكاً لبعض أهلها أو تجارها، واطّلع على سلامة باطنهم وفطومهم وعُرفهم ومزاجهم، وما هم فيه من متانة الدين وصلابة اليقين.

ذكر لي إنسان رجل من أصحاب ابن (٣) عُبَيد اللَّه أنه حلف له لو علم أن الذي جرى على عليّ المذكور من ضرْب عنقه يقع له لما أحضره، ولو كان في ذلك إزهاق روحه، لتيقُّنه بأنه قد ظُلم في ذلك، وكل ذلك بواسطة الكاتب وقيامه في ذلك وما تطلّبه، واجتهد في ذلك، كان بالصليبة إنسان يسمّى يوسف بن قجْماس أحد الحجّاب الأجناد اتفق أنه خرج للخانقاه لبعض شؤونه (٤) فصدف الشيخ عليَّ فيها، فقبض عليه وأحضر به لابن عُبيد اللَّه حدث له لأنه كان قد عرف بقضيّته، وأنه في مطلب المذكور بكل ما تصل قدرته إليه. وحصل لابن عُبيد اللَّه بإحضاره إليه بعض طمأنينة، وطلع به إلى السلطان بناءً على ما ذكرناه، وكان ما سنذكره (٥).

[[كائنة إبراهيم ابن خطيب بيت المقدس]]

وفيه - أعني هذا الشهر، فيما يغلب على ظنّي - كائنة إبراهيم ابن (٦) خطيب البيت المقدس بسبب ما ذكر بعضهم عنه.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) كلمتان مطموستان بالمداد.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "شونه".
(٥) خبر القرمي في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٠٦، وإنباء الغمر ٤/ ١٥٤ - ١٥٦، ونيل الأمل ٥/ ١٢١.
(٦) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>