للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودام تمراز هذا على إمرة سلاح إلى يومنا هذا بضخامة وفخامة وأُبّهة زائدة، مع تواضع وكرم نفس، وسخاء زائد إلى الغاية، لعلّ لم يُسمع بمثل كرمه في القريب من هذه الدول، ولا بمثل شفقته على خلق اللَّه تعالى، ومحبّته في العلم والعلماء، وأرباب الفضائل، واستحضاره الكثير من المسائل الفقهية، بل وغيرها من النُكَت، وتعظيم أهل العلم، والقيام في مَهمّات من يقصده، وإنهاء القضايا الكبار عند قريبه السلطان على أتم وجه وأكمله، مع فصاحته وحُسن سمته وهيئته وشكالته، ثم عُيّن للثانية ابن (١) علاء الدولة، فخرج باشاً على العساكر بعد أن أمرّه السلطان -يقال: بخمسين ألف دينار- للإنفاق، فصرفها وخرج عليه الدَّين، وكان لخروجه من القاهرة يومًا مشهودًا، وكثُر الدعاء له وبعَوده، وهو الآن بتلك البلاد، بلّغه اللَّه تعالى الأمل، وكثّر في أمراء المسلمين مثله. وهذه نبذة من ترجمته. وسيأتي تفاصيل ذلك فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى.

[[إعادة جامكية الإينالية بالديوان السلطاني]]

وفيه- أعني يوم السبت هذا، سابع جماد الأول، وهو يوم سلطنة الظاهر تمربُغا المذكور، خرج الأمر أيضًا بأن كل من كان له جامكية بالديوان السلطاني من الطائفة الإينالية وخرجت عنه، تعاد إليه، من غير مراجعة السلطان في ذلك. وبجملة هذه التصرّفات وهذه الأشياء الحسنة الظاهرة الحُسن في يوم سلطنة هذا السلطان، حصل للناس غاية الفرح والسرور والتباشر بسلطنته، وزاد فرح الناس وعظُم سرورهم. ثم أخذ بعد هذا اليوم في التصرّف في المملكة (٢).

وقبل أن نخوض في ذلك ونذكره ونبيّن تصرّفاته في المُلك نذكر نُبَذاً من ترجمته على سبيل الاختصار، فنقول وباللَّه التوفيق:

(ترجمة الظاهر تمربُغا والتعريف به) (٣)

٣٦٩ - إن تمُربُغا (٤) هذا جُلب أولاً في حالة صغره إلى البلاد الشامية في


(١) في الأصل: "بن".
(٢) خبر إعادة الجامكية في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٧٦، ونيل الأمل ٦/ ٢٩٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٦٩.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) انظر عن (تمربُغا الظاهري الجقمقي) المتوفى سنة ٨٧٩ هـ. في: تاريخ الملك الأشرف قايتباي ١٨٢ - ١٨٤، وتاريخ الأمير يشبك ١١، والضوء اللامع ٣/ ٤٠، ٤١ رقم ١٦٧، ووجيز الكلام ٢/ ٨٦٠، ٨٦١ رقم ١٩٧٠، والذيل التام ٢/ ٢٨٤، ونيل الأمل ٧/ ١٢٤، ١٢٥ رقم ٢٩٧٥، والمجمع المفنّن ٢/ ٣٣٣ - ٣٤٨ رقم ١١٣ و وقع فيه وفاته سنة ٨٩٩ هـ، وبدائع الزهور ٣/ ١٠٥، وشذرات الذهب ٧/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>