للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معه، لا سيما وقد سافر جانَم ولم يكلّم له أحد من خُشداشيه في شيء يتعلّق به ولا بإمرة، ورضوا بخشقدم هذا وما خبروا ما سيكون منه بعد ذلك في حق الأشرفية. وسنذكر ذلك في محلّه. فأخذ السلطان في هذه الأيام في تفرقة الأقاطيع، ففرّق منها شيئًا كثيرًا على جماعة كبيرة من طائفتي الظاهرية والأشرفية، أخرج ذلك عن جُلبان الأشرف إينال حتى عن الكثير من الذين كانوا معه، فلم تكفهم الأقاطيع، فأضاف إلى ذلك من الذخيرة شيئًا كثيرًا من الأقاطيع، ثم أخرج الكثير من أوقاف إينال وأوقاف من بعث إليه من جماعته وحاشيته، وصار يأخذ البلد العظيم من ديوان المفرَد وغيره، وتعيّن فيها عدّة من الجُند والخاصكية كل إمرة عشرة (. . . .) (١) باسم خمسين نفرًا من الجند وتارة أكثر، وتارة أقلّ، ولما رأى الجند ذلك حافوا فيه وازدحموا عليه، وبقي كلٌّ يطلب شيئًا وهو لا يردّ السائل ولا يخيب الآمِل حتى ضاق الحال، وقاسى السلطان منهم الشدائد والأهوال، وقلّ ما عنده من الأقاطيع بالديار المصرية، فمدّ يده إلى ضياع البلاد الشمالية، وفرّق منها على أمراء مصر وجُندها ما شاء الله تعالى أن يفرّق، ومع ذلك فالطلب عمّال وهو لا يرضيهم حتى كلَّ من ذلك وتعب وضاقت حظيرته (٢).

[[تفرقة النفقة]]

وفيه، في يوم السبت ثالثه ابتدأ (٣) السلطان بتفرقة النفقة السلطانية على الجند والعسكر تفرقة غير مُرضية لأنها لا على المثوبة، فأعطي من لا يختشي من شرّه ولا ظهر له خمسون دينارًا لاستخفافه بهم، ولمن هو متنبّر وله ظهر وحزب مائة دينار، وتسلسل تفرّقها مرة، وصار يفرق لكل طبقة في يوم ولا يزيد على الطبقة من طبقات الجند، وذلك على تمهّل وترسّل، واحتجّ بأن ذلك لقلّة ما في الخزانة من المال الذي يقوم بذلك، هذا مع الجدّ والاجتهاد في تحصيل الأموال بسبب ذلك، وكثرة المصادرات لجماعة الأشرف إينال لجماعة منهم ومن غيرهم أيضًا، مع ما فرضه على المباشرين وغيرهم (٤).


(١) مقدار كلمتين ممسوحتين.
(٢) خبر المكافأة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١١٨، ونيل الأمل ٦/ ١١٨.
(٣) في الأصل: "ابتداء".
(٤) خبر تفرقة النفقة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٥٨، ونيل الأمل ٦/ ١١٨، ١١٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>