للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ظهور أربعة مراكب للفرنج عند سواحل المغرب]]

وفيه، في أواخره، ونحن بواهران، ظهرت أربعة مراكب للفرنج من جهة المغرب، ففزع أهل النواحي بخارج واهران، إليها، بل وأُرجف بواهران أن هذه المراكب مشحونة بالمقاتلة، وأنهم قصدوا أذى المسلمين. ثم اجتازت تلك المراكب ولم تعرّج لجهة واهران ولا سواحلها، وسلّم اللَّه تعالى.

ثم بَلَغَنا الخبر بأنها أخافت السُبُل بنواحي بجّايا، وأخذت المارّة، وأسرت الكثير من المسلمين.

[[شهر رمضان المبارك]]

(نادرة غريبة) (١)

وفيها استهلّ شهر رمضان بالأربعاء، وهُنّئ به السلطان.

ووقع في هذا اليوم غريبة لم يُسمع بمثلها وهي (أن) (٢) ابن (٣) العَيني وقف أوقافًا متعدّدة على مدرسة جدّه البدر العَيني، وسأل السلطان أن يخلع على جماعة عيّنهم له من علماء العصر وأعيانهم بالقاهرة، باستقرارهم في عدّةٍ من الوظائف، قدَّرَها هو، أعني أحمد المذكور، فجعل الشيخ العلّامة أمين الدين الأُقصرائي شيخ حضورها بعد حضور الأشرفية بالعنبرانيّين، ومعه جماعة من أعيان نواب الحكم والطلبة، ونحوهم ممن له ذِكر وشُهرة يحضرون بها.

وقرّر الشيخ تقيّ الدين الأميني (٤) في مشيخة الحديث.

وقرّر العضُد السيرامي (٥)، شيخ الخانقاه البرقوقية، في مشيخة تدريس السِيَر.

واستقر بالتقيّ الحِصْني (٦) في مشيخة تدريس العلوم العقلية.

ثم نزل جماعة من الأعيان والقضاة صُوفةً، ورتّب معاليم الجميع، فتعجّب الناس من ذلك وما صيّره به، إذ الأَولى كان بتنزيل الفقراء المستحقّين، لا الأغنياء


(١) العنوان من الهامش.
(٢) مكرّرة.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "اليمني"، والصواب ما أثبتناه، وهو أمين الدين الأقصرائي.
(٥) هو عبد الرحمن بن يحيى. مات سنة ٨٨٠ هـ.
(٦) هو أبو بكر بن محمد بن شاذي. مات سنة ٨٨١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>