للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن غيرها من أهل تلك النواحي، وينفق عليهم، ويجهّزهم بالتّوجّه إلى قتال شاه سوار صحبة العساكر المجهّزة إليه، وندب معه جماعة من الأمراء والجند لمساعدته على مقصده. وكان ما سنذكره (١).

[تفرقة الجِمال على الجُند المُعيّن للتجريدة]

وفيه، في يوم الثلاثاء هذا، كان تفرقة الجمال على الجُند المعيَّن للتجريدة، على العادة في ذلك، لكل واحدٍ منهم بعير، وأُحضِرت الجِمال وهي (٢) غُمّ إلى الميدان من جهة باب القرافة، ومعها العرب الهجّانة تسوقها، فازدحمت عند باب الميدان حين أرادوا إدخالها إليه، وتعالى بعضها على بعض لكثرة ازدحامها، فمات منها نحو الثلاثمائة بعير. ويقال: مائتي بعير وخمسين بعيراً، وقيل أنقص بعشرة، وكان موتها في ساعة واحدة، فكانت هذه من أغرب الحوادث، وتشاءم الناس بذلك، وتفوّه بعضٌ وصرّح بعدم نتاج أمر هذه التجريدة، وكذا كان على ما سيأتي. ثم ما كفى ما جرى من موت هذه الجِمال، حتى عظُمت المصيبة في شَيْلها ميتةً لتُرقَى رِممُها بالكيْمان، إذ هو أمر ضروري. وجلس السلطان بمقعد الميدان، وقد تأثّر لموت هذه الجِمال، ثم فُرّقت على الجند بحضوره. وبلغني أنه مات بوّاب الميدان معصوراً بالباب، فإنه كان واقفاً قدّامه لما فتحه، فلما دخلوا وازدحموا بقي وراء الباب وعصره حتى مات. وما حرّرتُ هذا (٣).

[[ازدياد الوفيات بالطاعون]]

وفيه، في يوم الخميس، سادس عشرينه، ووافق خامس عشر أمشير، نُقلت الشمس إلى برج الحوت فكان من يرِد اسمه إلى الديوان الحَشْري من الأموات في هذا اليوم مائة نفر وسبعة أنفار أيضاً، ومن هذا اليوم أخذ الطاعون في الزيادة على ما سنذكره.

[[خروج القاضي شرف الأنصاري لتجهيز العشير]]

وفيه، في يوم السبت، ثامن عشرينه، خرج القاضي شرف الأنصاري، الماضي خبر تعيينه، وسافر في هذا اليوم إلى ما نُدب له من تجهيز العشير المشاة مع العساكر، وخرج معه عدّة من الأعيان، وحمل معه نحو المائة ألف دينار للنفقة


(١) خبر خروج القاضي في: نيل الأمل ٦/ ٣٦١.
(٢) في الأصل: "وهم".
(٣) خبر تفرقة الجمال في: نيل الأمل ٦/ ٣٦١، ٣٦٢، وإنباء الهصر ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>