للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانت تصحبها، وقطع يد امرأة كانت تضرب الرمل، كل ذلك لأجل اتساع خياله بأنهم يسعون في المُلك. وكانت أيامه من أعجب الأيام وأغربها، كثيرة الفِتَن والشرور، وحارب العرب المفسدين وهُزم منهم غير مرة. وبالجملة فكانت سيرته من أسوأ (١) السِيَر.

توفي بتعز في ثالث شوال.

وولي المُلك بعده الملك المظفّر يوسف بن عمر بن الأشرف إسماعيل بن العباس.

[ترجمة تَنِبَك الجقمقي]

٢٤ - تَنِبَك الجقمقي (٢)، نائب القلعة بمصر.

كان من مماليك جقمق الدوادار نائب الشام، وتنقّلت به الأحوال إلى أن وُلّي نيابة القلعة، ثم صُرف عنها، ثم أخرج إلى البلاد الشامية فسُجن بها مدّة ثم أُفرج عنه، كل ذلك في دولة الظاهر جقمق. وكان بخيلاً مِسّيكاً.

توفي في هذه السنة على ما ذكره ابن (٣) تغري بردي بالبلاد الشامية.

وأنا أظنّ أنه ليس في هذه السنة، وما اشتغلت بتحرير ذلك.

واسمه مركّب من كلمتين في الأصل ومماتين وهي لفظة جركسية اسم لماء في تلك البلاد، وأظنّه الذي تسمّيه التُرك طون أو طونة، وبَك لفظة تركية معناه الأمير.

ورأيت من يكتبها غالباً بالألِف هكذا: تانِبَك، ويُحتمل أن يكونا معاً من لغة التُرك، فتان معناه البدن، وبك على بابها.

ورأيت من يقول: بك، أيضاً يحتمل معنى آخر يمكن أن يكون أصلاً هاهنا وهو القويّ. ومنهم من يكتبها تاني بَك وهو الغالب في الكتابة، وقد جعله بعضهم من قبيل الغلط. وأنا أقول له وجه لأن معناها بدنه، فالباء كهاء الضمير، فيكون المعنى بدنه أمير أو قوي، وكذا الكلام في جانِبَك. وقد غلّطه ابن (٤) تغري بردي


(١) في الأصل: "سو".
(٢) انظر عن (تنبك الجقمقي) في: نيل الأمل ٥/ ١٥٥ رقم ٢٠٠٨، والمجمع المفنّن ٢/ ٣٥٨ رقم ١١٣٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٣، والنجوم الزاهرة ٢٢٣١٥، والدليل الشافي ١/ ٢١٤ رقم ٧٥٥، والمنهل الصافي ٤/ ٢١ رقم ٧٥٧، والضوء اللامع ٣/ ٤٢ رقم ١٧٥.
(٣) في الأصل: "بن"، وقول ابن تغري في: المنهل الصافي ٤/ ٢٢ وغيره.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>