للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[شهر رمضان]]

وفيها استهلّ شهر رمضان بالأحد وهُنّئ به السلطان.

[[النداء على بيع القمح]]

ونودي في هذا الشهر، في هذا اليوم، على القمح بألف درهم الإردبّ، وأن لا يباع بفوق ذلك، ومن باع بالزيادة فلا يسأل ما يجري عليه، وهدّد من خالف هذه المناداة ومن باع بأكثر من ذلك. ثم أمر السلطان بفتح هديّتين من شُوَنه وبيع منها القمح بهذا الشهر في هذا اليوم، وحصل بهذا مشْي علامة الناس وبعض رِفق ومشْي حال، وأبيع الخبز بستة نُقرة الرطل بعد أن كان بتسعة. وكان الإردبّ الشعير قد أبيع بتسعمائة الإردبّ فأبيع في هذه الأيام بأقلّ من ستمائة، وللَّه الحمد على ذلك (١).

(المناداة بطلوع من له شيء عند السلطان ليردّه عليه) (٢)

وفيه أيضاً - أعني هذا اليوم - نودي من قِبَل السلطان بأن من أُخذ منه شيء من المبلغ من أولاد الناس في مقابلة بعْث البديل إلى التجريدة، بل وغير أولاد الناس، فلْيطلع إلى القلعة ليردّ السلطان ما كان قد أخذه منهم إليهم، وأن طلوعهم يكون إليه في يوم الأحد ثامن الشهر هذا. ولما سمع الناس هذه المناداة تعجّبوا من ذلك، وكون هذا مالٌ كبير له جُرم عظيم، وقد فرغ من أعطاه عمّا أعطاه، وما ثَمَّ محرّك للردّ ولا مندوحة ظاهرة، فكيف سمح به السلطان؟

وخفي سبب ذلك عن كثير من الناس، واختلفت أقاويلهم في ذلك، فمن قائل: رأى السلطان شيئاً ما في ذلك. ومنهم من قال: خاف من الدعاء. ومنهم من قال: إنه ردّه بغير سبب، كما أخذه بغير سبب. ولم يُعلم إلى يومنا هذا ما السبب في ذلك. والظاهر أنه رأى شيئاً ما في مثل ذلك. بل ويذكر أنه ذكره السلطان لبعض الناس. واللَّه أعلم (٣).

(وصول الأتابك أُزبَك بمن معه من حلب) (٤)

وفيه، في يوم الخميس، خامسه، وصل الأتابك أُزبَك من حلب بمن معه


(١) خبر بيع القمح في: نيل الأمل ٦/ ٤٠٩، ٤١٠، وبدائع الزهور ٣/ ٤٣.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) خبر المناداة بالطلوع في: إنباء الهصر ١٦٢، ونيل الأمل ٦/ ٤١٠، وبدائع الزهور ٣/ ٤٣.
(٤) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>