للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أول السنة، وهدم، صار العمال يعملون أسباب هذا البناء من نحِيت الأحجار وعمل السقوف والطوب والآلات، فما استتم الهدم إلّا وجميع الآلات قد حصلت فيها، شرع في البناء ولم تتعوّق العمارة أصلاً" (١).

وفي أوائل سنة ٨٧٣ هـ. عاد والده من رحلته إلى الحج، والعراق وزيارة العَتَبَات المقدّسة هناك، ووصوله إلى جزيرة ابن عمر وماردين (٢)، وقدم واحد من أتباعه إلى القاهرة يُدعى "علي بن مُغلطاي" ومعه رسالة وهدية مستطرفَة لإهدائها للسلطان قايتباي، وأخبر المؤلّف أن والده قد عاد من رحلته ووصل إلى طرابلس الشام واستقرّ بها (٣).

وتوالت المصائب على المؤلّف في مدّة قريبة من هذه السنة، فقد توفي أبوه في طرابلس الشام في شهر جمادى الأول، ثم ماتت بنته زينب يوم السبت ٢١ شعبان، ولها ٣ سنين (٤). ثم ماتت بنته عائشة ليلة الخميس ٩ رمضان، وعمرُها خمس سنوات، وحزن عليها حتى مرض في الشهر التالي شوّال وأشرف على الموت (٥).

وكان ذكر أنه كان باسم والده عشرة أرطال لحم في اليوم يقبضها لهم أحد جُلبان السلطان خُشقدم ويحضرها إلى "أمّ الهدى" بنت الشمس الحنفي زوجة أبيه، وقد تمرّض هذا الرجل لأيام ثم مات، فسكتوا عنهم بقبض ذلك لهم، وإلّا ما كان حصل لهم خير (٦).

وذكر المؤلّف -رحمه الله - أنه في يوم الأحد ٢٦ من شهر شعبان سنة ٨٧٣ هـ. صلّوا مرة في أقلّ من خمس درجات (٧) على نحو الستين جنازة، وذلك لتفشّي الطاعون بالقاهرة ونواحيها (٨).

[في الخانقاه الشيخونية]

وفي الخانقاه تعرّف على الكثير من العلماء والشيوخ والأدباء الذين كانوا


(١) نيل الأمل ١/ ٢٨٦.
(٢) الروض الباسم ٣/ ورقة ١٣٥ أ، ب.
(٣) الروض الباسم ٣/ ورقة ١٨٤ ب.
(٤) الروض الباسم ٣/ ورقة ٢١٨ أ.
(٥) الروض الباسم ٣/ ورقة ٢١٨ ب، ٢١٩ أ.
(٦) الروض الباسم ٣/ ورقة ٢٠٥ ب.
(٧) اليوم الواحد ٢٤ ساعة = ٣٦٠ درجة، والساعة الواحدة = ١٥ درجة، فتكون ٥ درجات: ثلث ساعة، أي ٢٠ دقيقة.
(٨) نيل الأمل ٦/ ٣٦٣ و ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>