للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للبيع بالكلية أصلًا ورأسًا، وأنه كل من (١) حضر بمثل ذلك يردّه من حيث جاء. ولقد فرح من تسامع بهذا من المسلمين. فليته كان كذلك، بل لم يمض على ذلك إلّا القليل من الوقت، وإذا بتاجر يقرب للخواجا السيد الشريف أميرجان، وقد أحضر ستمائة من المماليك الجُلبان، فاشتراهم من أمر بأن يُرَدّوا من حيث جاؤوا (٢). وهو السلطان، بل أخذ كل واحد منهم بمائتي دينار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون (٣).

[إحضار رِمّة ابن رمضان إلى القاهرة]

وفيه، في ليلة الإثنين، سابع عشرينه، أُحضر إلى القاهرة رِمّة علي بن رمضان (٤)، المتكلّم على بندر جُدّة، وكان قد خرج مع الشهابي أحمد بن العَيْني للسرحة، لأنه كان ممن ينتمي إليه ويتردّد إلى بابه، لأشياء مشهورة لا حاجة لنا في ذكرها، فأدركه أجَلُه معه، بتعاطي شيء كان سببًا لذلك، مع قدرة الله تعالى، وتمرّض بالمحلّة حتى مات بها، فحُمل إلى القاهرة.

وستأتي ترجمته في تراجم هذه السنة إن شاء الله تعالى.

[دخول المؤلّف مدينة طرابلس الغرب]

وفيه، في أواخره، دخلنا إلى ميناء مدينة طرابلس المغرب، ونزلت بدارٍ بها، وأقمنا بها مدّة شهور إلى أن كان لنا بعد ذلك ما سنذكره.

[[قلق صاحب تونس من العربان]]

وفيه، في أواخره أيضًا، ورد الخبر بأن صاحب تونس في قلق كبير بسبب عربان بلاده، فإنهم لما تحقّقوا بأنه في عزْم التوجّه إلى تِلِمْسان أخذوا في التعزّز عليه، لكونه احتاج إليهم لأجل التوجّه بهم إلى تِلِمْسان، وأنه وسع فكره في أمرهم، ولا زال يقهقر طائفة منهم حتى أدخلهم الصحارى، وأبعدهم عن بلاده، واستمال طائفة أخرى لأخذهم معه إلى جهة تِلِمْسان، وأنه فرّدتى فيهم أموالًا طائلة، وهو على شرف التوجّه لتِلِمْسان، حتى كان ما سنذكره.


(١) في الأصل: "كلمن".
(٢) في الأصل: "جاوا".
(٣) خبر التنبيه في: نيل الأمل ٦/ ٢٥٧ وقد انفرد به المؤلّف -رحمه الله-.
(٤) ستأتي ترجمة (علي بن رمضان) في وفيات هذه السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>