للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[دخول السلطان عثمان تونس]]

وفيه، في يوم السبت، رابعه، بتونس، دخل صاحبها السلطان عثمان إليها في بكرة النهار، وقعد الناس لرؤيته، وكان يومًا مشهودًا، ورأيته في ذلك اليوم راكبًا وعن يمينه قاضي الجماعة الشيخ أبو عبد اللَّه محمد ابن (١) العلّامة عمر القَلجاني الذي قدم فيما بعد ذلك لهذه البلاد، وحج، وصار شيخًا بتربة السلطان الأشرف قايتباي على ما سيأتي في محلّه إن شاء اللَّه تعالى. وكان على يساره جُليل السيد الشريف بزعمه، الماضي خبرُه مع القطب، والعساكر خلفه. وعاد صاحب تونس هذا ولم يحصل على طائل مما توجّه بصدده من أمر تلمسان. وكان له بعد ذلك ما سنذكره في متجدّدات سنة سبعين وثمانمائة إن شاء (٢) اللَّه تعالى.

(نادرة عجيبة) (٣)

وفيه في يوم الثلاثاء، سادسه، طلع الوالد إلى الظاهر خُشقدم على عادته، فسأله: ماذا رأيت من عجائب النوادر؟

فقال: شيئًا كثيرًا، والذي يحضرني من ذلك الآن أنني رأيت بالبيت المقدس شخصين (٤) أحدهما بلحية سوداء لا بياض بها، والآخر بلحية بيضاء لا سواد بها، وهما بحانوت يصنعان عنابر النساء، وهما شَبَهان، فيجيء إليهما من يستعملهما في صناعة العنبر، فيقول لذي اللحية البيضاء: بحياة (٥) ولدك إلّا ما أسرعت في شغلي، ظنّا منه بأن ذا اللحية السوداء ولد (٦) لذي اللحية البيضاء. وكان الأمر بالعكس. وكان يعجب الكثير من الناس من ذلك، فهذا من النوادر.

(نادرة أخرى) (٧)

ثم قال: ورأيت من النوادر أيضًا، وكنت ببلاد الصعيد، فمات إنسان فُفتح له قبر لدفنه فوُجد فيه خمسة تماسيح. وهذا من العجب.

قاله الوالد: فتعجب الظاهر من ذلك.

[[صلاة صاحب تونس بجامع الزيتونة]]

وفيه في يوم الجمعة عاشره بتونس حضر صاحبها المتوكل على اللَّه عثمان


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "شا".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) في الأصل: "شخصان".
(٥) في الأصل: "بحيات".
(٦) في الأصل: "ولدًا".
(٧) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>