للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مجيء، سوى لصلاة الظهر فقط، قام فتوجّه وصلّى، وعاد مسرعًا، ولم يتناول أكلًا إلى بعد عصر نهاره هذا. وكان هذا من نوادره العجيبة. وتعجّب الناس من صبره وتجلّده في هذا اليوم. وما عرفنا ما السبب الداعي لهذا، فإنه كان يمكنه أن يعرض شيئًا فشيًا في عدّة أيام، بل لعلّه الأنسب مما يشاع أن عسكر مصر جميعه عُرض في أقلّ من نهار، فما عرفت ما المندوحة في ذلك. ثم ظهر لهذا السلطان بعد ذلك من نوع الجلادة والصبر أشياء تكاد أن تكون خارجة عن طوق البشر. وعيّن في هذا اليوم من الجُند فوق الألف. ولما انتهى العرض أمر بالمناداة عقيبه بأن النفقة في المعيَّنين للسفر يكون في يوم الخميس الآتي. وانفضّ الموكب بعد أن تضجّر الكثير من الناس من طوله وكثرة وقوفهم به على الأقدام، لا سيما أعيان الرؤساء والأكابر من أرباب الدولة والمباشرين، وغيرهم ممن لا يمكنه الجلوس في مثل هذا المجلس (١).

[[قدوم سودون الشمسي البرقي من دمشق]]

وفيه، في يوم الأحد، سادس عشرينه، قدم من دمشق سودون الشمسي البرقي (٢)، وكان السلطان لما تسلطن بعث بطلبه، بعد أن عيّنه في جملة مقدَّمين (٣) الألوف بمصر، لأنه كان بينهما صحبة أكيدة ومحبّة، وكان قد عُيّن لتجريدة شاه سوار أيضًا، وأنه يجيء إلى القاهرة ويتجهّز منها، ويخرج في جملة من يخرج من الأمراء، فدخل إلى القاهرة وهو موعوك، وأعفي من خروجه صحبة العسكر (٤).

[[قدوم أزدمر الابراهيمي من دمشق]]

وفيه أيضًا قدم من دمشق أزدمر الإبراهيمي الطويل، الماضي ذكر شيء (٥) من خبر ذلك ذِكره بالخروج، لحمل يشبُك البجاسي نائب حلب إلى سجن قلعة حلب، ثم لما تمثّل أزدمر هذا بين يدي السلطان عامله معاملة مقدَّمين (٦) الألوف بعد أن قرّره في جملتهم بالقاهرة (٧).


(١) خبر عرض الجند في: نيل الأمل ٦/ ٣١٦.
(٢) مات في هذه السنة وسيأتي.
(٣) الصواب: "مقدَّمي".
(٤) خبر قدوم سودون في: نيل الأمل ٦/ ٣١٦.
(٥) في الأصل: "شيئًا".
(٦) الصواب: "مقدَّمي".
(٧) خبر قدوم أزدمر في: نيل الأمل ٦/ ٣١٦، وبدائع الزهور ٣/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>