للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكر نُبَذٍ (١) من تراجم الأعيان ووَفَياتهم في هذا الزمان سنة ٨٧٣

(ترجمة ابن (٢) بيغوت) (٣)

٤٥٣ - إبراهيم بن بيغوت (٤) الجركسيّ الأصل، الدمشقي.

صارم الدين، حاجب الحجّاب بدمشق، ووالده بيغوت من صفد خُجا الأعرج المؤيَّدي هو نائب صفد. وقد تقدّمت ترجمته.

تنقّل ولده هذا بعد أبيه في عدّة إمريّات بالبلاد الشامية، بعد محنةٍ اتفقت له في أيام حداثته في حياة أبيه، في دولة الظاهر جقمق، فإنه كان سجنه من أجل أبيه، ثم أحضره مرة من السجن إلى بين يديه، وأمر به فضُرب ضربًا مُبرحًا ظُلمًا، فإنه فعل معه ذلك بذنب أذنبه والده، وأعيب ذلك على الظاهر، كيف وقد قالى الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤]. ثم تنقّلت به الأحوال بعد ذلك، حتى استقر في دولة الأشرف إينال، في الإمرة العشرين التي كانت بيد الوالد، زيادة على ما بيده من التقدمة بدمشق، بعد أن سعى إبراهيم في ذلك السعي الحثيث، وبذل فيها المال، مع علمه برياسة الوالد، وكثرة كُلفه، وما كان فيه، ومع علمه باستحقاقه لِما هو فوق ذلك. ومع ذلك فلم يُراع ولا تأدّب معه، وما حمده الناس على ذلك. ثم وُلّي في دولة الظاهر خُشقدم، خُشداش والده، نيابة قلعة دمشق بمالٍ بذله في ذلك أيضًا، ثم صُرف عنها، ثم آل به الأمر إلى حجوبية الحجّاب بدمشق. وخرج


(١) في الأصل: "نبذًا".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) انظر عن (إبراهيم بن بيغوت) في: الضوء اللامع ١/ ٣٣ ووقع فيه: "ولي بعد أبيه وكان نائب صفر (كذا) حجوبية الحجاب بدمشق "وإنباء الهصر ١٠٨ رقم ٢٩، وتاريخ البُصروي ٣٨، والمجمع المفنّن ١/ ١٦٦، ١٦٧ رقم ٢٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٨٣، ٣٨٤ رقم ٢٨٠٥، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥، ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>