للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[سفر قاصد حسن بك الطويل]]

وفيه في يوم الخميس، تاسعه، خرج قاصد حسن بك الطويل الماضي حين قدومه في الشفاعة لجانَم نائب الشام، وعيّن السلطان معه سعد اللَّه الططري التركي مقذم البريدية رسولًا عنه إلى حسن برسائل في حق جانَم، عسى يقبض عليه أو نحو ذلك، وما أفاد الذي فعله خُشقدم الظاهري، بل لعلّ حسن أطلع جانَم على ذلك (١).

[[ظهور طائفة خبيثة الاعتقاد بالوجه الغربي]]

وفيه، في هذه الأيام ورد مكاتبات من كاشف الغربية وغيره بأن بقرية ططبه (٢) بالوجه الغربي من أعمال القاهرة طائفة فيهم شناعة اعتقاد وخبث نفوس، كأنهم زنادقة أو نحو ذلك، وفيهم من يدّعي الإلهيّة، وفيهم من يدّعي النُبُوّة، وأن جماعة من الأوباش وسِفلة الناس قد انضمّوا إلى هذه الطائفة ومالوا إلى معتقدهم الباطل القبيح، وأنه صدر منهم أمور شنيعة قبيحة جدًا. وقد قبض الكاشف على جماعة منهم نحو الأربعة عشر نفرًا. فعيّن السلطان القاضي محيي الدين بن عبد الوارث المالكي أحد نواب الحكم، وعيّن معه إنسانًا (٣) يقال له محمد الخازندار، وأمر القاضي بأن يحرّر هذه القضية ويكشف عن أصلها برمّتها وعن جليّتها، ثم يقول في ذلك بالشرع، فسافرا بعد أيام، وكان لهما ما سنذكره (٤).

[[انعقاد مجلس القضاة ومشايخ الإسلام بشأن قضية حمزة بن غيث]]

وفيه في يوم الأحد، ثاني عشره، خرج أمر السلطان بأن يُعقد مجلس بالقضاة الأربعة (٥) ومشايخ الإسلام، بسبب ما رُفع إليه من المَحَاضر في حق حمزة بن غيث بن نصير الدين، أحد المشايخ بالغربية، وأن يكون هذا المجلس بمنزل جانِبك نائب جُدّة الدوادار، فحضر القضاة بالمنزل المذكور وعُقد المجلس وكان حافلًا، ثم أُحضر حمزة المذكور وهو في الحديد موكَّلًا به، فقام من ادّعى عليه بأمور شنيعة، ثم قام آخر وآخر وادّعى كلّ منهما، وكثُرت عليه الدعاوى الشنيعة. وكان والده غيث أيضًا حاضرًا في هذا اليوم بمنزل جانبك المذكور، ثم تداولت


(١) خبر سفر القاصد في: نيل الأمل ٦/ ١٤٠.
(٢) لم تُذكر في: الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك.
(٣) في الأصل: "إنسان".
(٤) خبر ظهور الطائفة في: نيل الأمل ٦/ ١٤٠، ١٤١، وهو ما انفرد به المؤلف -رحمه اللَّه-.
(٥) في الأصل: "الأربع".

<<  <  ج: ص:  >  >>