للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كالمحصور في تلك البلاد، وربّما يُخاف عليه. ولما بلغ السلطان هذا، أخذ في الحال في تعيين جماعة من مقدّمي الألوف، وعدّة من الجُند السلطاني للتوجّه إلى البحيرة. ثم كثُر الهَرَج والمَرَج بجميع النواحي والبلاد، وزاد أذى العربان ورفعوا رؤوسهم (١) في هذه الأيام بسائر الأقاليم والأعمال من البلاد المصرية، قِبْليّها وبحريّها، شرقًا وغربًا، ثم زاد الحال بفساد عرب حربيل، الذين أحضرهم يشبُك من مهدي بمكاتبته إلى هذه البلاد، وأنزلهم بإقليم الجيزية، وسكنوا به، وكثرت القالة في سبب إحضارهم لهذه البلاد، واختلفت الأقوال في ذلك بما لم يظهر في ما تحرّر في ذلك لا قوله: (وعيّن السلطان عدّة أمراء وجُند أرسلها عدّة جهات. وقبل تمام ذلك وردت الأخبار بكسر العساكر المصرية، فاشتغل السلطان عن ذلك وأخذ في تلافي الأمر بأن قرّر حينئذٍ (صقر) (٢) في مشيخة عربان البحيرة، وعزل خُشقدم الزيني عن الكشف، وقرّر عِوضه محمد الصغير (٣)) (٤).

(إخراج إنبابة عن الخليفة باسم جانبك حبيب) (٥)

وفيه -أعني هذا الشهر- أخرج السلطان قرية إنبابة عن الخليفة أمير المؤمنين، ثم أقطعها لجانبك حبيب (٦)، وكان أخرج عن الخليفة قبل ذلك أيضًا جزيرة الصابوني، وأقطعها لبعض مماليكه، فعُدّ ذلك من النوادر التي ما وقعت لغيره، من كونه يخرج جهات الخليفة أمير المؤمنين الذي هو الإمام الأعظم في الحقيقة، ومنه يكتسب السلطان عزّ السلطنة، ثم يُقطعها لمن لا يستحقّها، وأعيب ذلك على السلطان، وشنّعت القالة في حقّه، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، إنّا للَّه وإنا إليه راجعون (٧).

(ورود الخبر بكسر العسكر من سوار وكيفية ذلك) (٨)

وفيه في يوم الثلاثاء، ثالث عشرينه، وصل إلى القاهرة قانصوه الجُلُبّاني (٩)،


(١) في الأصل: "روسهم".
(٢) في الأصل: "حار".
(٣) ما بين القوسين من الهامش.
(٤) خبر فساد العربان في: نيل الأمل.
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) توفي (جانبك حبيب) في سنة ٨٩٣ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٣/ ٥٩ رقم ٢٣٦، ووجيز الكلام ٣/ ١٠٦٥، ١٠٦٦ رقم ٢٢٨٧، والذيل التام ٢/ ٤٩٨، ٤٩٩، ونيل الأمل ٨/ ٩٤ رقم ٣٤٥٨، وبدائع الزهور ٣/ ٢٤٦، ٢٤٧.
(٧) خبر إنبابة في: نيل الأمل ٦/ ٣٢٧، وبدائع الزهور ٣/ ١٣.
(٨) العنوان من الهامش.
(٩) مات (قانصوه الجلباني) في سنة ٨٧٣ هـ. وسيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>