للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاء الخير، وهو من كبار الظلمة لا يخاف الله تعالى ولا يراقبه، والرعيّة معه في أسوأ (١) الأحوال، لا سيما أهل الأرياف.

وذُكر لي إن عليه في العام لصاحب تونس فوق المائة ألف دينار من الذهب المستجدّ بدنانير تلك البلاد التي زنة الدينار منها مثقال (٢) من الذهب لا يريد الخالص، وأنه يحصل ذلك من جهات ومظالم يهلك فيها الحرث والنسل، ويحملها لصاحب تونس من عدّة معاملات، منها معاملة طرابلس، ومعاملة غريان، ومعاملة مُسْراتَة، ومعاملة فَزّان وعلى هذه المعاملات قوّاد وكُتّاب وجُبَاة وغير ذلك. وهي متّسعة لكنّ العلم بها غاية في العدم.

(شيء من ترجمة البنجريري) (٣)

١٧٨ - ولقيت بها من الفضلاء قاضيها وخطيبها ومفتيها القاضي منصور البنجريري القَرَوي (٤)، وليس هو من أهلها وإنما هو من قرية بالقرب من القيروان تسمَّى بنجرير.

وهو إنسان حسن من أهل العلم، ولديه فضيلة علمية وأدب، وله نظم حسن أنشدني منه الكثير. وله تخميس "الدّرّة" (٥) اجتمعت به عدّة مرار وأنس بي وأنا به، وسمعت الكثير من فوائده. وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى في ما يأتي إن قدّر الله تعالى ذلك.

(كائنة جرت في مدينة طرابلس) (٦)

واطّلعنا في هذه البلدة على كائنة عظيمة جرت بها في أول ليلة رؤية شهر رمضان، وكانت هذه الكائنة قريبة العهد لها من حين وقوعها عدّة أيام قلائل نحو الخمسة عشر يومًا، وهي موت جماعة من الأطفال والشبّان نحو الزيادة على الأربعين نفسًا في لحظة واحدة وكان من خبر ذلك على ما أخبرني به جمع وافر (٧). وكان مستفيضاً على الألسِنة، أنه لما كان يوم التاسع والعشرين من شعبان في آخر هذا النهار اجتمع الجمع لرؤية هلال شهر رمضان، عساه يرى لمظنّة رؤيته المانع لغالب من حضر من أغراضهم الفاسدة. ولما تكامل الجمع وقرُب غروب الشمس


(١) في الأصل: "في اسواء".
(٢) في الأصل: "مثقالاً".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) انفرد المؤلّف -رحمه الله- بذكر منصور البنجريري القروي.
(٥) في الأصل: "البدره" من غير تنقيط.
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) في الأصل: "أخبرني به جمعا وافرا".

<<  <  ج: ص:  >  >>