للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تشويش، لكونه كان مع الظاهر تمربُغا، وما وافق أولئك على ما هم فيه، ورُفق به في الجملة، وأُمِر بأن يقيم بدار يشبُك من مهدي، وقد ولي الدوادارية بتعيين السلطان إيّاه لها، فدام عليها أيامًا، ثم أُخرج على إمرة إلى حلب، وكان من أمره بعد ذلك ما سيأتي في محلّه، وستأتي ترجمته أيضًا في سنة إحدى وثمانين، فإنه مات بها في الطاعون (١).

ثم تتبّع السلطان الجُلبان من الأمراء وغيرهم في هذا اليوم، واستصحب الحال في عدّة أيام وهو في تطلّبهم، وحبس الكثير منهم، وأخرج جماعة ما بين أمراء وغيرهم إلى البلاد الشامية، وزالت شوكتهم كأنها لم تكن (٢).

(الأمر بإحضار جماعة من الأشرفية ثم إبطاله بعد ذلك) (٣)

وفيه أيضًا أمر بإحضار قرقُماس الجَلَب من كفر دمياط.

وفيه أيضًا كتب بإحضار بيبرس خال العزيز، وجانبك المشَدّ، وبيبرس الأشقر الطويل، وكانوا بالقدس. ثم لما وصل إليهم الخبر تهيّأوا وخرجوا من البيت المقدس إلى جهة القاهرة، فلما قربوا من قطْيا دبّر جماعة من الظاهرية من خُشداشي السلطان بأن يردّهم، وأشاروا عليه بذلك، وخيّلوه وخوّفوه من عاقبة أمر الأشرفية، وأن تكثيرهم بمصر، لا سيما الأعيان منهم، ليس بمصلحته، وخصوصًا إذا تأمّروا، وكان هذا أول ظهور لغير التفات بعد الإنفاق على الصغار، والوفاء والعدل والإنصاف والتسوية وكان خروج الأمر بعَودهم وردّهم بعد مجيئهم، وقربهم، من أعظم ما شاء الأشرفية، وعُدّ ذلك من سيّئ التدبير، إذ كان الأَولى أن لا يفعل أولًا (٤).

(إخراج الظاهري تمربُغا لثغر دمياط) (٥)

وفيه، في ليلة الأربعاء، ثامنه، أُخرج الظاهر تمربُغا إلى ثغر دمياط. وكان من خبر ذلك أن الأشرف قايتباي هذا لما تسلطن بعث إليه غير ما مرة بالاعتذار إليه عمّا وقع، وأنه يطيّب خاطره، ولا يفكّر في شيء مما يسوء، فإنه لا يكون إلّا ما


(١) نيل الأمل ٦/ ٣١٠، ٣١١.
(٢) خبر القبض على كسباي في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٩٦، ونيل الأمل ٦/ ٣١١ وبدائع الزهور ٣/ ٥.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر إحضار جماعة في: نيل الأمل ٦/ ٣١١، وبدائع الزهور ٣/ ٥.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>