للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان السبب أعني جانبك في تثبيت دولة الظاهر وسلطنته. نعم كان ذلك لا لأجل ذات السلطان، بل لأجل تمهيد الأمر لنفسه وقد كان في ضميره من الفعل بالظاهر نحواً ما فعله الظاهرية على ما عُرف بعد ذلك وشُهر.

[[القبض على ستة أمراء]]

وفيه، في بُكرة هذا اليوم لما وقع من قتْل جانِبك وتَنَم ما وقع قبض السلطان على ستة من الأمراء الظاهرية، وهم سودون الشمسي البرقي الأميراخور الثاني، وقانصوه اليحياوي، وأزدمر الإبراهيمي، وطومان باي، ودمرداش، وتغري بردي ططر، والجميع من العشرات ورؤوس (١) النُوَب ما عدا سودون، والكل ماتوا، وستأتي تراجمهم ما عدا تغري بردي ططر فإنه موجود الآن وهو حاجب الحجّاب بعصرنا هذا، فلنترجمه على عادتنا في تراجم الأحياء (٢).

[[ترجمة تغري بردي المعروف بططر]]

١٨٠ - هو تغري بردي الشمسي (٣) الظاهري، المعروف بططر لكونه تتريّ الجنس، وهو في الأصل ممّن بقي من كتابية الأشرف برسباي، وملكه الظاهر، وصيّر خاصكياً في دولة ولده المنصور فيما أظنّ، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر خُشقدم، فأمّره عشرة وصيّره من رؤوس (٤) النُوَب، ثم قبض عليه في هذا اليوم الذي ذكرناه، وأُخرج مَنفيّاً إلى طرابلس، ثم أعيد سريعاً، وأعيد إلى الإمرة على عادته، ودام على ذلك إلى سلطنة خشداشه الظاهر تمربُغا، فأمّره طبْلخاناة، واستقرّ به في نيابة القلعة بعد نفي سودون الفقيه، ودام على ذلك مدّة في صدرٍ من سلطنة خشداشه الأشرف قايتباي، وأثرى وحصّل مالاً طائلاً لمزيد اعتناء السلطان به وتقريبه وقضاء أشغال الناس قراجا الطويل بعد ولايته نيابة حماة قرّر صاحب الترجمة في تقدمة قجماس المذكور، ثم صيّر حاجب الحجّاب عوضاً عن برسباي قرا لما نُقل إلى الرأس نوبة الكبرى عوضاً عن تمراز الشمسي لما نُقل إلى إمرة


(١) في الأصل: "روس".
(٢) خبر القبض على الأمراء في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٧، ٢٧٨، ونيل الأمل ٦/ ١٦٩، ١٧٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٩.
(٣) انظر عن (تغري بردي الشمسي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٨ رقم ١٣٦، ووجيز الكلام ٣/ ١٠٦٤ رقم ٢٢٨٣، والذيل التام ٢/ ٤٩٧، ونيل الأمل ٨/ ١١٧ رقم ٣٤٨١، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٨٨ - ٢٩٠ رقم ١٠٥٦، وبدائع الزهور ٣/ ٢٥٤. وهو توفي سنة ٨٩٣ هـ.
(٤) في الأصل: "روس".

<<  <  ج: ص:  >  >>