للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ الصالح، القدوة، المعتقد.

توفي في هذه السنة بالبيت المقدس الشريف، رحمه اللَّه ونفع به.

(ترجمة ابن الحموي الخطيب الواعظ) (١)

٦٨ - عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفّق الحموي (٢)، القادري، القاهري، الشافعي.

الشيخ زين الدين. وسها (٣) الحافظ ابن حجر في اسم أبيه فقال: علي، وفي لقبه: فقال: ناصر الدين (٤).

ووهِم يوسف بن (٥) تغري بردي في اسمه ولقبه فقال: شمس الدين محمّد (٦)، وذا عجيب في الأوهام بل خطأ فاحش بين الإمام الخطيب، أعني الزين هذا بالأشرفية البَرسْبائية، والواعظ المشهور المعروف بابن الآدمي.

ولد بحماة بعد الثمانين وسبعمائة، على ما ذكره بعضهم في تاريخه.

ورأيت من قال: بعد التسعين. والأول أصحّ [و] أضبط.

ونشأ الزين هذا بحماة مشتغلًا بالعلم، فقرأ الفقه على ابن خطيب الروضة، وسمع الحديث بدمشق على جماعة، ثم انتقل في الفتنة إلى القاهرة، وقرأ الصحيح على حافظ العصر الزين العراقي، ولازم الشيوخ، ثم تعانى عمل المواعيد حتى مهر في ذلك وبرع وشُهر وطار صيته، وحصل له المال الطائل من ذلك، وكان له أمكنة ومواضع يعمل بها المواعيد ويقصده الناس ويهرعون إليه، ولا سيما النساء، وكان غالب وعده من كتاب يقرأ منه بنغمة طيّبة رخيمة، وأقرأ "صحيح [البخاري] ". وكان قد وُلّي الخطابة بالمسجد الأقصى، ثم عُزل عنها، واستمرّ على طريقته في عمل المواعيد، وكان قدومه للقاهرة بعد رحيل تيمورلنك عنها. وكان يقرأ "صحيح البخاري" أيضًا في شهر رمضان في عدّة أماكن، وكان له المرتّبات على ذلك من طلع ومبلغ كبير يحصل له في السنة، وتوئى خطابة المدرسة


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (ابن الموفق الحموي) في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣١ رقم ٦، وحوادث الدهور ١/ ١١٣ وفيه كنيته: "شمس الدين"، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٥٠٦، ونزهة النفوس ٤/ ٣١٢، ٣١٣ رقم ٨٥٣، والذيل التام ٦٤٩، ووجيز الكلام ٢/ ٥٩٧ رقم ١٣٧٢، والضوء اللامع ٤/ ١٧٠ رقم ٤٤٩، والتبر المسبوك ١٠٨، ١٠٩ (١/ ٢٣٥، ٢٣٦)، ونيل الأمل ٥/ ١٩٧، ١٩٨ رقم ٢٠٦٧، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٦، وشذرات الذهب ٧/ ٢٦٢.
(٣) في الأصل: "سهى".
(٤) إنباء الغمر ٤/ ٢٣١.
(٥) في الأصل: "ابن".
(٦) في النجوم الزاهرة ١٥/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>