للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزلقت الأرض بالوحل. ووافق ذلك ثاني مِسرَى آخر شهور السنة القبطية، وعُدّ ذلك من النوادر المستغربة التي قلّ وقوعها (١).

(ولاية شاذبك نيابة حماة وولاية غيره أيضًا) (٢)

وفيه، في يوم الإثنين ثاني عشرينه، ووهِم من قال عشرينه، استقرّ في نيابة حماة شاذ بك الجَكَمي أحد مقدّمي الألوف.

وشاذ بك هذا هو أستاذ قانِباي صَلَق الذي يقوله العامّة سلاق، وهو الذي صار بعد هذا التاريخ بمدّة من أخِصّاء الأشرف قايتباي سلطان عصرنا هذا الذي نحن به، ومات بحلب في نوبة باينْدر قبل الوقعة والقتال بمرضٍ اعتراه. وكان من العشرات، ثم صار من الطبلخانات وكان لا بأس به، خيّرًا، ديّنًا، [ذا] عصبيّة. وستأتي ترجمته في محلّها إنْ قدّر اللَّه تعالى لنا بالوصول إلى سنة وفاته إن شاء اللَّه تعالى.

ووُلّي شاذ بك هذا نيابة حماة عِوَضًا عن قانِباي البهلوان لما نُقل قانِباي هذا إلى حلب عِوضًا عن قانِباي الحمزاوي لما عُزل الحمزاوي عنها، وتقدّم الأمر إليه بأن يحضر إلى القاهرة على تقدمة شاذ بك المذكور.

وعيّن السلطان يونس البوّاب الذي صار دوادارًا كبيرًا بعد ذلك أن يكون مسفّرًا لنائب حلب قانِباي البهلوان يحمله إليها من حماة، وخلع على يونس بذلك.

وسها (٣) الحافظ ابن (٤) حجر، رحمه اللَّه، لما ذكر هذه القضيّة فقال (٥): ويتوجّه - أعني يونس - بنائب حلب بطّالًا إلى القدس. ولعلّه قصد أن يفصّل ذلك أولًا، وما أظنَّ إلّا أنه أشيع، فنقله الحافظ على الإشاعة، ولم يقع ذلك.

وكذا سها (٦) في نائب حلب قانِباي لما ذكر عزله فسمّاه جُلُبّان، فإنه قال في "تاريخه " (٧): وفي هذا الشهر عُزل نائب حلب جُلُبّان، ولم يكن إلّا قانِباي هذا.

ثم ذكر الحافظ المذكور في "تاريخه" (٨) بعد ذِكره هذه القصة بأسطُر أنه يقال إن السلطان قرّر في تقدمة شاذ بك دَولات باي الدوادار الثاني، وقرَّر الشهابي


(١) خبر المطر في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦، والتبر المسبوك ١١٨ (١/ ٢٥٤)، ونيل الأمل ٥/ ٢٠٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٠.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) في الأصل: "وسهى".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦.
(٦) في الأصل: "سهى".
(٧) في إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦.
(٨) في إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>