للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شاء الله كان. انظر إلى شَرَه هذا السلطان ولا عليه من كَسْر الناموس، فقلّ إنصافه وكثُر طمعه وجمعه للمال من أيّ وجهٍ كان، وباللَّه المستعان، ومع ذلك فلقد بُكي بعده على زمانه، وأقول كما قيل:

قالت الضفْدَعُ قولاً … فهمَتْه الحكماء

في فمي ماءٌ وهل ينـ … ـطِقُ مَنْ في فِيه ماء؟

[[شهر صفر]]

[التضييق على صاحب غَرناطة]

وفيها، في أوائل صفر، ورد الخبر إلى تِلمسان بأن المستعين باللَّه صاحب غَرناطة بعث إليه ولده الذي مَلَكَ بعده من حمله إلى بعض حصون الأندلس، مضيّقاً عليه به، ثم كان من أمره ما سنذكره بعدُ (١).

[تخوّف صاحب تلمسان من صاحب تونس]

وفيه، في هذه الأيام ورد الخبر على صاحب تِلمسان محمد بن أبي ثابت من تونس، بأنّ صاحبها السلطان أبا (٢) عمرو عثمان في قصد تحدّره إليه ثانياً، فحصل عنده الباعث بسبب ذلك، وأخذ في أسباب تدبير أمره، وكان ما سنذكره (٣).

[[اجتماع مباشري الدولة بين يدي السلطان]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، سابعه، أمر السلطان باجتماع مباشري دولته بين يديه لعمل مصلحة الأستادّارية، ويبدي رأيه فيمن يولّيه الأستادّارية، فجُمِعوا عنده، وطال الكلام في هذه القضية. وآل الأمر إلى أن يلي الأستادّارية الشمسُ منصورُ بنُ الصَّفيّ بعد أن يسدّ الببائي جوامك الجُند في هذا الشهر، وزين الدين في منزله، ثم ينقل منصور من ربيع الأول. فعيّن للأستادّارية بهذا الشرط، ولم يخلع عليه في هذا اليوم بهذا السبب، وكان له ما سنذكره.

[زيارة صاحب تلمسان للوليّ الزاهد أحمد بن الحسن في داره]

وفيه، في يوم الجمعة، سابع عشره، خرجتُ من منزلي بتِلمسان متوجّهاً إلى


(١) خبر التضييق في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٥.
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) خبر صاحب تلمسان في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٠، ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>