للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادة والخير، والدين المتين، والصلاح الظاهر، إلى أن شُهر وذُكر بذلك، وهرع الناس إليه، وبنى (١) زاوية عظيمة بالمحلّة الكبرى، واجتمع فيها من مريديه الفقراء ما شاء اللَّه أن يجتمع، وكان لازم في بدايته الجامع الأزهر للاشتغال مدّة، وتكسّب بالشهادة أيضًا، وكان يتكسّب بالشهادة ببلده بالخياطة، ثم ترك الكلّ وأقبل على شأنه وما يعنيه. وله تصانيف عديدة جيّدة مفيدة، وبرّ وخير ومعروف، وآثار حسان، وتجديد زوايا وجوامع، وهو أشهر من أن يُذكر، أو عنه يُخبر.

سألت على فضائله دليلا … متى احتاج النهار إلى دليل؟

توفي، رحمه اللَّه تعالى ونفع به، بالمحلّة الكبرى، في يوم الثلاثاء سلْخ شعبان.

(ترجمة ولده أبي (٢) العباس) (٣)

١٠١ - وترك ولده الصالح الذي خَلَفه، وهو الشيخ أبو العباس محمّد الغَمري (٤)، فإنه أربى على أبيه في حُسن السمت والتؤدة، والوقار، والدين، والزهادة، والعبادة، والخير، والتقوى، والصلاح، والحرص على نفع الخلق، وملازمة طريق السلوك والاجتهاد، وفي اتصال الخلق إلى اللَّه تعالى، فهو من أهل السلوك مع آداب الملوك.

ولد في رجب سنة سبع وثلاثين وثمانمائة.

وكان والده أنشأ الجامع الذي بوسط سوق أمير الجيوش المعروف الآن بسوق مرجوش.

قال الحافظ ابن حجر (٥): وعاب عليه أهل العلم ذلك. وأنا كنت ممن راسلته لترك إقامة الجمعة [فيه] (٦) فلم يقبل واعتذر بأن الفقراء طلبوا منه ذلك، وعجّل بالصلاة فيه بمجرّد فراغ الجهة القِبلية، واتفق أن شخصًا من أهل السوق المذكور يقال له بُلَيبل (٧) تبرعّ من ماله بعمارة (٨) المأذنة، ومات الشيخ وغالب الجامع لم تكمل عمارته (٩). انتهى.

أقول: وقد جدّد ولده - نفع اللَّه تعالى بحياته - ونفع به هذا الجامع وزاد فيه


(١) في الأصل: "وبنا".
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) هكذا في الأصل. وفي التبر المسبوك: "أبو العباس أحمد".
(٥) في إنباء الغمر ٤/ ٢٤٣.
(٦) الاستدراك من إنباء الغمر.
(٧) في الإنباء: "بلبل".
(٨) في الإنباء: "لعمارة".
(٩) في الإنباء: "وغالب عمارة الجامع لم تكمل".

<<  <  ج: ص:  >  >>