للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عينك يا تاجر. وكان هو قد اختفى بمكانٍ قريب من داره يرى ويسمع ما يقع. فبقي ينظر تلك الأموال التي جمعها وهي تُنهب من داره، وهو مطَّلع على ذلك، وشمَت فيه في ذلك اليوم الكثير من جيرانه ومبغضيه وتهكّموا عليه، وصاروا يقولون: بشّر مال البخيل بحادث أو وارث. وكذلك فعلوا في دار يشبُك الفقيه. ثم بعد ذلك أخذوا في التفحّص عن الذين اختفوا. ولما رأى قانِبَك شدّة ما وقع من النهب في داره، خاف على نفسه، فتحيّل إلى أن خرج من المكان الذي كان به، وتوجّه إلى دار شيخنا العلّامة السيفي الحنفي، رحمه اللَّه، ثم بلغ السلطان ذلك، فبعث إليه من أحضره في آخر هذا النهار، وطلع به إلى القلعة، فقُيّد وحُبس، وكان من أمره ما سنذكره. وأما يشبُك وآخرون (١) فلم يُعلم حالهم في هذا اليوم، ثم كان له بعد ذلك ما سنذكره.

وأمّا مُغلباي طاز فالتجأ إلى الأتابك قايتباي المحمودي، فشفع فيه عند الظاهر تمربُغا، فقبل السلطان شفاعته فيه ولم يسجنه، وأمر بأن يخرج إلى ثغر دمياط فيقيم به بطّالا (٢).

[إطلاق المؤيَّد أحمد بن إينال من السجن]

وفيه، أعني يوم سلطنة الظاهر تمربُغا خرج الأمر إلى ثغر الإسكندرية بإطلاق المؤيَّد أحمد بن الأشرف إينال من السجن، وأذِن له بأن يسكن حيث شاء من الثغر، وأن يركب إلى الجمعة والعيدَين، وجُهّز له مركوب بسَرج ذهب وكنْبوش زَرْكَش (٣).

[إطلاق قرقماس الجَلَب]

وفيه أيضًا خرج الأمر بإطلاق قرقماس الجَلب الأشرفي، أمير سلاح، الماضي خبر القبض عليه وسجنه بالإسكندرية. وكذا خرج الأمر بإطلاق من مع قرقماس أيضًا، وهم: أرغون شاه أستادّار الصُحبة، وقَلَمطاي الإسحاقي، الأشرفيّان، واستقدامهم إلى القاهرة (٤).


(١) في الأصل: "واخرين".
(٢) خبر النهب في: نيل الأمل ٦/ ٢٩٦، ٢٩٧.
(٣) خبر إطلاق المؤيَّد في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٧٦، ونيل الأمل ٦/ ٢٩٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٦٩.
(٤) خبر إطلاق قرقماس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٧٦، ونيل الأمل ٦/ ٢٩٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>