للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ترجمة القُطب القلقشندي) (١)

٩ - أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي القلقشندي (٢)، القاهري، الشافعي.

الشيخ العلّامة قطب الدين، ولقبه من نوادر ألقاب أحمد، وهو والد العلّامة الشيخ علاء الدين القلقشندي الذي شُهر بعد والده وصار له سمعة وصِيت. وستأتي ترجمته إن شاء اللَّه تعالى.

ولد القُطب هذا بقلقشندة، قرية معروفة، وتُعرف عند العامّة بقرقشندة، بعد الستين وسبعمائة، ونشأ بها.

وقرأ القرآن العظيم حفظاً هناك، ثم قدم القاهرة في عنفوان شبابه فاشتغل بالعلم وتفقّه على جمع جمّ من علماء عصره، كالبهاء البُلقِيني والضياء القرمي، وهو الذي أذِنً له بالفتوى والتدريس، وأتقن العربية والفرائض والحساب، وسمع الحديث على جماعة، وحدّث أيضاً، وناب في الحكم قديماً، وكانت نيابته بضواحي القاهرة وذلك عن قاضي القضاة التقيّ الزبيري. ثم ناب بعد ذلك بالقاهرة عن الحافظ ابن (٣) حجر، وكان من أجلّ شهود المودع الحكمي وأقدمهم هجرة. وله خط حسن، وكان متقناً في مباشرته، وله خير وفضل، وفيه شهامة، وكذا في ذرّيته بعده. وكان ذا نورة وحُسن سمت وسلامة فطرة، ملازماً للعبادة.

ومن محاسنه ولده الشيخ علاء (٤) الدين، وولد علاء الدين هذا أيضاً الشيخ برهان الدين الموجود في زمننا هذا فإنه ذا شهامة ورياسة وحُسن سمت، أبقا [هـ]، اللَّه تعالى ورحم سلفه الكريم.

وسيأتي الكلام على العلاء وولده في محلّه إن شاء اللَّه تعالى.

توفي الشيخ قطب الدين صاحب الترجمة في ليلة الثامن من ذي الحجة،

ودُفن صبْحَتها، وكانت جنازته حافلة، وتقدّم في الصلاة عليه الحافظ ابن (٥) حجر.

وترك عدّة أولاد أمثلهم وأنجبهم الشيخ علاء الدين، رحمهم اللَّه تعالى.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (القلقشندي) في: الضوء اللامع ١/ ٢٤٣، ٢٤٤، والقبس الحاوي ١/ ١٣٤، ١٣٥ رقم ١١٢، والمجمع المفنّن ١/ ٣٧٥، ٣٧٦ رقم ٣٠٠.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "علاي ".
(٥) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>