للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منهج المؤلّف وأسلوبه في الكتاب

اعتمد المؤلّف -رحمه الله- كغيره من المؤرّخين -منهج التاريخ الحَوْلي، أي سرد الحوادث والأخبار حسب متجدّداتها على الأيام والشهور والسنين على تتابُعها، وبعد الِانتهاء من عرض الحوادث، يذكر المتوفّين أثناء السنة التي يؤرّخ لها، مرتّبًا الوَفَيات على الحروف من الألِف إلى الياء، ولكن دون الالتزام الصارم بترتيب أسماء الآباء والأجداد. وهو في أحيان كثيرة يترجم لبعض الأعلام أو الأشخاص أثناء سرد الحوادث، ويستطرد من ترجمة أحدهم إلى ترجمة أبيه أو ابنه أو ابن عمّه، أو غيره ممن تأخّرت وفاته إلى ما بعد سنة ٨٧٤ هـ. وهي السنة التي ينتهي فيها الكتاب، ولا يقتصر الاستطراد لديه على التراجم فحسْب، بل هو يستطرد أيضًا في أثناء التاريخ للوقائع ويأتي بشواهد لحوادث مشابهة وقعت في سنوات لاحقة.

فهو يذكر خبر سبيل جامع ابن طولون أثناء ترجمة "أبي أُمامة محمد بن عبد الرحمن بن النقّاش الدُّكالي" سنة ٨٤٥ هـ.، والسبيل قد أُنشئ في عام ٨٨٧، ومات خازنه "رَيحان الزنجي الحلبي" في العام المذكور ٨٨٧ هـ (١). ثم يستطرد إلى ترجمة زوج بنت "الدُكالي": "عمران بن غازي المغربي"، المولود سنة ٨٤٥، وكان لا يزال حيًا عند تأليف الكتاب. وفي أثناء ترجمة "عمران" هذا يذكر أنه لازَم الشيخ "حمزة العربي" الذي تأتي ترجمته في سنة سبع وسبعين وثمانماية (٢)! والكتاب الذي بين أيدينا ينتهي عند سنة ٨٧٤ هـ!!

ولما تحدّث عن قطع الطرقات عام ٨٤٦ هـ. تناول مثل ذلك ما حدث في سنوات ٨٨٣ و ٨٨٤ و ٨٨٥ هـ. (٣)!!

ولما تحدّث عن ثورة الجُلبان عام ٨٤٦ هـ. استطرد إلى ما جرى عامي ٨٨٧ و ٨٨٨ هـ.!! فهو يُظهر التشابه بين ثورة الجُلبان على الظاهر خُشقدم، وما جرى


(١) الروض الباسم، ١/ ٥٨ أ، رقم ٤٤.
(٢) الروض الباسم، ١/ ٥٩ أ، رقم ٤٦.
(٣) الروض الباسم، ١/ ٦٣ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>