للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويهنّيء فيه بالمُلك، ويعزّي بأبيه، ثم أضاف السلطان القاصدَ المذكور في يوم الأربعاء تاسع عشرينه بالقلعة، وخلع عليه بسفره وعلى رفقته، وعيّن لمرسله إسحاق خلعة هائلة ومركوباً بالسَرْج الذهب والكَنْبوش الزركش، ووعده بكل خير (١).

(الإرجاف بالأندلس بغزو الفُنْش) (٢)

وفيه ورد الخبر إلى تِلمِسان من الأندلس، بأن ألْفُنْش صاحب قشْتالة وإشبيلية وقُرطُبة وباقي ما في ذلك من بلاد الفرنج وممالكها، قد عزم على الزحف على الأندلس لغزوها وأخْذها ( … ... ) (٣) الخلاف الكائن بين الأب والابن، أعني ملك الأندلس سعداً وولده أبا الحسن، وما وقع لهما، وأرجف بذلك في تلك البلاد.

ولما بلغ أبا (٤) الحسن ذلك بعث باستقدام أبيه من الحصن الذي كان به، ولما خرج الأب توجّه إلى مدينة أرية فأقام بها، ولم يعارِضْه ولدُه في ذلك، بل بعث إليه يطلب رضاه والاعتذار إليه، وأنه الملك وهو في معنى وزيره، ونحو ذلك من الكلمات. وكان بالمدينة القائد محمد بن سيدهم، فقام بأمر المستعين باللَّه سعد هذا أتم القيام، وخدمه، ولم يزل بالمدينة كالمتصافي مع ولده حتى مات بها في آخر السنة هذه على ما بلغني (٥). وستأتي ترجمته في التراجم إن شاء اللَّه تعالى.

[[ربيع الأول]]

[[تهنئة السلطان بالشهر]]

وفيها استهلّ ربيع الأول بالخميس، وطلع القضاة وغيرهم لتهنئة السلطان به، أعني الشهر.

[تعاظُم أمر اليهود بفاس]

وفيه -أعني ربيع الأول هذا في أوائله- تواترت الأخبار من قبِل فاس ونحن


(١) خبر وصول القاصد في: نيل الأمل ٦/ ٢٠١، ٢٠٢.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) كلمتان ممسوحتان.
(٤) في الأصل: "أبو".
(٥) خبر الإرجاف في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>