للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٧ - وأزدمر هذا هو الذي يقال [له] التمساحي، وتمساح أيضًا، وهو أحد مقدَّمين (١) الألوف بعصرنا هذا، فكان ممّن بقي من كتابيّة الأشرف بَرْسْباي، ومَلَكَه الظاهر بعده، وصيّره خاصكيًّا في دولته، ثم أمير عشرة في دولة الظاهر خُشقدم، وصُيّر من رؤوس (٢) النُوَب، ثم رقّاه خُشداشه الأشرف قايتباي بعد أن تسلطن، كما سيأتي، أنْ صيره من الطبلخاناة، وولّاه الرأس نوبته الثانية بعد بُردُبك المشطوب، ثم نقله إلى تقدمة خيربك من حديد بعد مدّة من ذلك، لما أخرج خيربك هذا مغصوبًا عليه إلى قلعة دمشق، بعد كائنة باينْدر على ما سيأتي. وبئس البديل ذلك الخيّر، الديّن، الفقيه، الصالح، بهذا الجاهل، السيّئ، الفاسق، ولعلّ النسبة عنهما التَّضادّ.

وخرج أزدمر هذا أميرًا على الحاج بالمحمل في سنة ثمانٍ وتسع وثمانين، ولم تُحمد سيرته في ذلك، وهذا شأن سيّئ السيرة في كثير من أحواله، ويُذكر عنه أشياء كثيرة، من جملة ذلك التظاهر باللواط مع شيخوخته، ويوصف ببُخل وشُح زائد. وشهرته تُغني عن مزيد ذكره، لكنّه من الفرسان الشجعان.

وقد بلغ السبعين سنة، أو جاوزها.

[[إمرة الحاج بالمحمل]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، تاسع عشره، استقر في إمرة الحاج بالمحمل جانِبك كوهيه (٣)، أحد مقدَّمين (٤) الألوف، وخلع عليه بذلك وعلى تَنِبك الأشرفي المعروف بالمعلّم (٥) في إمرة الركب الأول (٦).

[[شهر جمادى الأول]]

وفيها استهلّ جمادى الأول (٧) بالأحد، وهُنّيء السلطان به.


(١) الصواب: "أحد مقدّمي".
(٢) في الأصل: "روس".
(٣) توفي (جانبك كوهيه) في سنة ٨٨٧ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٣/ ٦٠ رقم ٢٤٠، ونيل الأمل ٧/ ٣١٠ رقم ٣٢٠٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٩٢.
(٤) الصواب: "أحد مقدّمي".
(٥) انظر عن (تنبك الأشرفي المعلّم) في: إنباء الهصر ٢١٥ و ٣٠٣ رقم ٦، ونيل الأمل ٦/ ٤٢٩ رقم ٢٨٦٤، وبدائع الزهور ٣/ ٥٣.
وهو توفي سنة ٨٧٥ هـ.
(٦) خبر إمرة الحاج في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٦٥، ونيل الأمل ٦/ ٢٩٣.
(٧) كتب فوقها: "الآخرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>