للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كائنة ابن (١) عطيّة وحرْقه بدمشق) (٢)

وفيه ورد الخبر بكائنة محمد بن عطيّة البرددار (٣) بدمشق، وهي قتْله ثم حرْقه بالنار في يوم الخميس ثاني عشرين جمادى الآخرة.

وكان محمد بن عطيّة هذا برددار عند جانَم، ثم اتصل بعدها بينهم أيضًا برددارًا وظلم وعسف، وخرج في ظُلمه عن الحدّ، وكان من كبار الظَلَمَة رأسًا في تفتيق المظالم، وسنّ السُنَن السيّئة، وكان من جماعة الظلمة الذين أحرقوهم الشاميّين (٤) قبل هذا التاريخ أيضًا. ولما مات تَنَم ادّعى عليه بدعاوى (٥) كبيرة، بشعة شنيعة، فيها ما يقتضي الكفر. وجرت عليه خطوب يطول الحال في ذكرها، آل فيها الأمر إلى قَتْله، ثم حَرَّقته العامّة (٦).

(كائنة قانبك المحمودي) (٧)

وفيه، في يوم الإثنين، سابع عشره، اختفى قانِبَك المحمودي المؤيَّدي، أحد مقدَّمين (٨) الألوف وخُشداش السلطان، وكان من خبر ذلك أنه كان وقع بين مماليك السلطان ومماليكه فتنة كبيرة بسبب إسطبل كل من الطائفتين يريد سُكناه، فتعارضا، وأدّى ذلك إلى المقاتلة، وبلغ السلطان ذلك، فبعث لقانبك بأن يبعث إليه بمن قاتل مماليكه، فامتنع قانبك من ذلك، وتكلّم بكلام خشن فيه الجفاء وقلّة الأدب على السلطان، وذلك لطيشه وعادته في تهوّره وخفّته، ولاستدلاله على السلطان، ثم فكّر بعقله في عاقبة ما صدر منه، فاختشى وتخوّف من ذلك فاختفى. ولما بلغ السلطان ذلك أمّنه على نفسه، وأمر قانم التاجر أمير مجلس بأن يفحص عن مكانه ويتوجّه إليه بنفسه، ويبلّغه أمان السلطان وعفوه عنه وعدم مؤآخذته، بل


(١) في الأصل: "ابن".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) البرد دار: هو أمير جان دار، من أمراء الطبلخاناة، مهمّته تنظيم دخول الأمراء على السلطان وتقديم البريد له مع الدوادار، يعمل بإمرته صنف من العساكر يُعرفون باسم: برد دارية أو جان دارية، انحصر عملهم عند مباشري الديوان. وقد انحطّت هذه الوظيفة في آخر العصر المملوكي حتى صارت من اختصاص أمراء العشرات. (حدائق الياسمين لابن كنان ١٣٠، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية ٤٣، ٤٤ و ٧٣).
(٤) الصواب: "الذين أحرقهم الشاميّون".
(٥) في الأصل: "بدعاوا".
(٦) كائنة ابن عطية في: نيل الأمل ٦/ ١٨٨.
(٧) العنوان من الهامش.
(٨) الصواب: "أحد مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>