للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحُمدت طريقته وحسُنت سيرته وحصل به النفع بالمدينة الشريفة، وأظهر بها من الشجاعة والإقدام ما يُذكر به إلى الآن، ثم استُقدم بعد ذلك إلى القاهرة في آخر دولة الظاهر، وعند سلطنة ولده المنصور عثمان. وآل أمره أن تأمّر طبلخاناه، واستقرّ في نيابة الإسكندرية وبها بغَتَه الأجل في دولة الأشرف إينال. وكان من خيار أبناء طائفته الجركس، ذا خير ودين وعفّة وكرم نفْس مع سخاء ومروءة وشجاعة وإقدام، ومعرفة بكثير أنواع الفروسية، وعنده حُسن سمت وتؤدة وأدب وحشمة ومروءة وغاية تواضع، وبالجملة فكان من نوادر أبناء جنسه الجراكسة وقلّ أن يسمح الزمان بمثله.

وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة.

توفي في يوم السبت مستهلّ صفر بالثغر المذكور على نيابته، وقد جاوز الثمانين سنة.

١٣٢ - جُمَيل (١) بن أحمد بن عُمَيرة بن يوسف، جمال الدين.

شيخ الغرب ببعض إقليم الغربية، وكذا السخاوية بالوجه البحري، المعروف بابن يوسف.

كان لا بأس به في عباداته من الصوم والصلاة والعفّة عن المنكرات والفروج، إلّا أنه كان لا يعفّ عن ظلم وجمع المال من أيّ جهة كانت، وما علم المسكين أن ردّ درهم من الخدام لأصحابه خير من عبادة ستين سنة، وخلّف بعد موته مالاً طائلاً. ووُلّي الإمرة بعده ولده أحمد، ثم ولده ماضي، وصارا يتنافسان عليها، هذا يتولّى، فيسعى عليه الآخر ويعزله، ثم يسعى المعزول حتى يلي ويعزل الآخر، وصارا يتناوبان الولاية على هذا الوجه.

توفي جميل هذا في جماد الأول وله من العمر زيادة على ستين سنة.

١٣٣ - خديجة (٢).

ابنة الأتابك جرِباش من زوجته الخَوَنْد شقراء ابنة الناصر فرج بن الظاهر برقوق.


(١) انظر عن (جُمَيل) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١١، ووجيز الكلام ٢/ ٧٤٥ رقم ١٧١٤، والضوء اللامع ٣/ ٧٨، ونيل الأمل ٦/ ١٠٣ رقم ٢٥٢٤، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٢، والذيل التام ٢/ ١٥٩.
و"جُمَيل " بضم الجيم وفتح الميم، للتصغير.
(٢) انظر عن (خديجة) في: الضوء اللامع ١٢/ ٢٧ رقم ١٥٠ وقد بيّض لتاريخ وفاتها فلم يذكره، ونيل الأمل ٦/ ١٢٦ رقم ٢٥٣٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>