للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد المؤمن أعني عمر هذا القائم عبد المؤمن وهو وغيرهما بدعوة المهدي هذا بالمغرب على ما عُرف في محلّه من التواريخ.

وكذب من زعم أنهم من ذرّية عمر بن الخطّاب، بل هم من برابرة المَصَامِدة، وإنّما سُقنا نسب عثمان هذا هاهنا لأنه موجود الآن في زمننا هذا الذي علّقنا فيه هذا التعليق فلْنُتَرجِمْه:

هو عثمان، ونسبُه قد عرفتَه، الملقّب بالمتوكّل على اللَّه.

وُلد تقريباً في سنة أربع وعشرين وثماني ميّة بمدينة تونس، وبها نشأ في كنَف أبيه وجدّه.

وقرأ القرآن وشيئاً من العلم. ويقال: إنّ جدّه أبا فارس كان يتوسّم فيه النجابة، وإنه صرّح مرة بأنّ الأمر سيصير إليه، فلما مات جدّه أبو فارس (١) تسلطن ولد ولده محمد المنتصر، وكان متمرّضاً، ولم يتهنّ بالمُلك، فلما تمّ أمره، وكان سِنّه إذ ذاك أربعة (٢) عشرة سنة أو فوقها بيسير دفن أخاه وكان شقيقه، ثم قتل الهلالي القائد (٣)، وفتك بجماعة من أقاربه الحفاصة، فأخذ السلطنة، وحاربه عمّه أبو الحسن صاحب بجّاية (٤) وظفر به، وتمهّدت له الأمور، وطالت أيامه، فإنه ولي ملْك تونس في سنة تسع وثلاثين، فله بها الآن خمسون سنة، ودانت له البلاد والعباد، وضخم ملكه جدّاً، وجمع من الأموال ما شاء اللَّه أن يجمع، واقتنى من كل شيء حسن، وابتنا (٥) الأبنية الهايلة كباورق (؟) وغيره، وأنشأ الخزانة الشرقية بجامع الزيتونة ووقف بها الكتب النفيسة برسم مطالعة الطلبة، وبعُد صيته، وطارت شُهرته، وهادته ملوك تلك الأقطار، وكذا ملوك الفرنج، وخُطب له بالجزاير وتلمسان.

وجرى له مع صاحب تلمسان محمد بن أبي (٦) ثابت العبد الوادي أمور ( … ) (٧) غير مرة، وتملّك تلمسان وصالح صاحبها ثم نقض محمد المذكور الصلح. وسيأتي بيان ذلك في متجدّدات سنة سبع وستين إن شاء الله، وكذا في متجدّدات ما بعد ذلك في سنة سبعين أو أحد (٨) وسبعين.


(١) موسوعة دولة العالم الإسلامي ٢/ ١٢٥٧ وهو مات سنة ٧٩٦ هـ.
(٢) الصواب: "أربع".
(٣) السلوك ج ٤ ق ٢/ ٩٨٢، نيل الأمل ٤/ ٣٨٨ رقم ١٨٢٩، تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية ١٣٢ و ١٣٥ و ١٣٧.
(٤) نيل الأمل ٤/ ٣٨٨، تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية ١٣٧ و ١٣٩ و ١٤٥، ١٤٦.
(٥) هكذا في الأصل. والصواب: "وابتنى".
(٦) في الأصل: "أبو".
(٧) كلمة تقرأ: "غنية".
(٨) الصواب: "إحدى".

<<  <  ج: ص:  >  >>