للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في كل يوم ختمة على الدوام، كثير التهجّد، ولا زال على ذلك حتى عرض له مزمن الإسهال فأقام به نحو السنة.

ثم توفي -رحمه الله تعالى - في يوم الإثنين الخامس عشرين من شهر رجب الفرد سنة خمس (١) وأربعين وثمانمائة.

ودُفن في صبيحة ذلك اليوم بتربة صهره والد زوجته السيد الشريف شهاب الدين البسطي الحسيني بالقرافة بجوار مقام الإمام الأعظم الشافعي، وكان له مشهد من أعظم المشاهد المعدودة لم يتخلّف عنه أحد من مشايخ الإسلام وقضاة القضاة المتّصلين والمنفصلين وعلماء البلدة من المذاهب الأربعة (٢)، والطلبة، وأرباب المناصب، والولايات، ومن سائر طوائف المسلمين. عامَله الله برحمته وعنايته، وجمع بيني وبينه في دار إحسانه وكرامته. انتهى كلام ولده فيه.

وكنت أنا قد سألت ولده المذكور أن يوقفني على ترجمته وترجمة نفسه وإخوته أيضاً. وكان الموجب لذلك أنني رأيت في "تاريخ" (٣) البدر العيني، رحمه الله، ترجمة المحبّ هذا بأنْ ذكر فيه ما هذا نصّه:

"وفيها في يوم الإثنين ثالث عشرين رجب مات الشيخ محبّ الدين بن الأوجاقي الشافعي". ثم وصفه بالخيّر والديّن، واعتقاد الناس له، ولم يذكر اسمه ولا اسم أبيه وجده.

ثم رأيت في "تاريخ" (٤) ابن تغري (٥) بردي أيضاً ما نصّه:

"وتوفي الشيخ محبّ الدين بن الأوجاقي الحنفي"، وذكر التاريخ الذي ذكره الشيخ بدر الدين العيني بعينه، فكأنه نقل منه، ثم ترجمه مختصراً.

أقول: وقد وهِم كِلاهما في تاريخ وفاته على ما هو ظاهر، فإنّ ولده أضبط. ووهم ابن (٦) ثغري بردي في مذهبه أيضاً، وما علمت من أين جاءه (٧) هذا الوهم البعيد، ولعلّه سبْق قلم، فإنه نقل ترجمته من تاريخ البدر العيني، ثم ما أمكنني أن أنقل عنهما، وأقتصر على ما ذكراه مع وجود ولده الشيخ تقيّ الدين المذكور مع صحبة بيننا، فسألته عن ذلك وعن نفسه وأخيه المُسند وغيره، فكتب إليّ ما ذكرته، وهو كلام ظاهر حق صدق. ثم ذكر لي أولاده الذين خلّفهم، فقال:


(١) في الأصل: "سنة خمسة".
(٢) في الأصل: "الأربع".
(٣) عقد الجمان (وفيات ٨٤٥ هـ.).
(٤) النجوم الزاهرة.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) في الأصل: "جاه".

<<  <  ج: ص:  >  >>