للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مستشاريه من الأقباط، حسبما سمع المؤلّف من والده - رحمهما اللَّه -، فسمَّى نفسه في القاهرة فقط باسمٍ مركَّب من محمّد وجقمق، وكتب ذلك بالقاهرة على بعض طُرُز الحوائط والرُنُوك بالقلعة وغيرها، وعلى أبواب المساجد والجوامع والمدارس. ويؤكّد المؤلّف أنه رأى تسميته "محمّد جقمق" على منبر مدرسة الظاهر برقودتى، وعلى باب المدرسة التي أنشأها الجمال ابن كاتب جَكَم بالقرب من سوق الرقيق، وبجامع زين الدين الأستادّار ببولاق، وغيره (١).

وبعد ذلك يبدأ بعرض "نُبَذٍ من المتجدّدات اليومية في هذه السنة القمرية سنة ٨٤٤ هـ" فيحدّد اليومَ الذي بدأت به السنة، وما وافقه من شهور القبط، والروم، والفُرس (٢). ثم يورد الحوادث يومًا بيوم وشهرًا بشهر، وبعد أن ينتهي من عرضها يذكر تراجم المتوفين في السنة مرتَّبين على الألِف باء.

ويستوقفنا في حوادث هذه السنة عدّة أخبار نذكرها حسب تتابعها، منها:

- خبر "بداية فصل الصيف" وأوله يُعتبر أطول أيام السنة وأقصر لياليها، فيكون النهار فيه مئتين وعشر درجات، والليلُ مئةً وخمسين درجة. والدائر بين الظهر والعصر أربعٌ وخمسون درجة، وبين العصر والمغرب خمسون درجة. ويبدأ النهار في النقص من ثانِيه، ويَنقُصُ في كل يوم سُدُس درجة. وفي البرج كلّه خمس درجات (٣).

إن تحديد مدّة الدرجات هنا يجعلنا نعرف مقدار ما سيأتي لاحقًا من أوقات.

- خبر الشيخ علي القَرْمي، وهو تركي فقير لا يعرف العربية، يقيم بسوق الصليبة، والعوام يتسلّطون عليه ويتّهمونه بالتشيّع والرفض، ثم اتّهموه بالكُفْر، وحرّض عدّة أشخاص على قتْله ظلمًا، فكان مصيرهم القتْل وسوء العاقبة حتى قيل في ذلك:

ألا واللَّهِ إنّ الظُلْم لُومُ … ولا زال المسيءُ هو الظَلُومُ

إلى دَيّانِ يوم الدِينِ نمضي … وبين يديه يَجتمعُ الخُصومُ

وذكر المؤلّفَ خبره على مرحلتين (٤).

- الكلام على الريح المَريسي، وقد هبّت هبوبًا شديدًا خارجًا عن المعتاد، وتأذّى بها الناس أذًى شديدًا. وسأل المؤلّف عنها جماعة من أعيان الأطبّاء بمصر


(١) الروض الباسم، ١/ ٢ أ.
(٢) الروض الباسم، ١/ ٥ أ.
(٣) الروض الباسم، ١/ ٥ أ.
(٤) الروض الباسم، ١/ ٧ أ - ٨ ب و ٨ ب، ٩ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>