للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخونية وغيرها، منهم الشرف يونس الرومي الأدِرنائي، والحُمَيد الطالسي (١)، وحسن الكَيْلاني، ومصطفى الأنطاكي، والشيخ أنعام القُونَوي، والشيخ سعيد العجمي، وآخرون (٢). وحضر دروس خاله ولازمه بتربة الأشرف بَرسْباي، وكان يقوم بمؤونته (٣) وكُلَفه، وقصد أن يزوّجه بابنته الست خديجة الماضية، بل وذكر لمصطفى هذا. ولما فارقت النجم الرفاعي على ما تقدّم قصد الشيخ عقد نكاحها على مصطفى هذا، وهو خلاف قصْد والدة خديجة هذه، فلم يلبث أن بَغَتَه الأجل، وهي أيضاً قبله على ما تقدّم.

وتوفي مصطفى هذا بعدها في شهر شعبان.

وكان شاباً حسناً، بشوشاً، ذا حذقٍ وفطنة وتيقّظ، وحُسن سمت وتؤدة، وعقل تام، وسكون زائد.

٥٤٢ - مُغُلْبَاي الأبوبكري (٤)، المؤَيَّدي.

أحد مقدَّمي الألوف، المعروف بطاز.

كان من مماليك المؤيَّد شيخ، وصُيّر خاصكيّاً بعده، ولم يزل على ذلك مدّة في عدّة دول حتى تسلطن الأشرف إينال، فأمّره عشرة في أول دولته، ودام على ذلك أيضاً إلى سلطنة خُشداشه الظاهر خُشقدم، فصيّره من الطبلخاناة، وخرج أميراً على الحاج بالمحمل، ثم صيّره من جملة مقدَّمين (٥) الألوف، على ما تقدّم كل ذلك في محلّه، ودام على هذا إلى أن مات الظاهر خُشقدم، وكانت الفتنة التي قام بها يشبُك الفقيه التي كانت سبباً لزوال المؤيَّديّة، وخلع الظاهر يَلَبَاي على ما عرفتها في محلّها، وكان صاحب الترجمة من جملة القائمين بها، وآلت السلطنة عقبها إلى تمربُغا، فأخرج مُغلْباي هذا إلى ثغر دمياط بعد أن أريد القبض عليه وسجنه، فإنه كان اختفى، ثم تشفّع إلى السلطان بالأتابك قايتباي، فشفّعه فيه إلى ما يسأله فيه من بعثه إلى دمياط، ولم يمتحن بالسجن، مع أنه كان صهر يَلَبَاي وخُشداشه، ودام بثغر دمياط بطّالاً إلى أن بَغَتَه الأجل.


(١) هكذا في الأصل، وقد تقدّم قبل قليل "الطيالسي".
(٢) في الأصل: "واخرين".
(٣) في الأصل: "بمونته".
(٤) انظر عن (مغلباي الأبوبكري) في: إنباء الهصر ١٣ و ١٠٥ رقم ٢٤، والضوء اللامع ١٠/ ١٦٤ رقم ٦٦٧، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٨ رقم ١٨٦٢، والذيل التام ٢/ ٢٢٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٤٤ رقم ٢٧٤٦، وبدائع الزهور ٣/ ٢٠.
(٥) الصواب: "مقدّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>