فرارا بدينهم، فالله ضرب عليهم النوم سنين طويلة حتى زادت شعورهم وأظفارهم، وهم يتقلبون من جنب إلى جنب، ومضت عليهم سنون كثيرة وهم لم يتغيروا، وهم في نومهم، هذا من كرامات الأولياء.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب:«الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» ، وهو كتاب نفيس جدا في هذا الباب.
أما إذا جرى الخارق على يد كافر أو على يد ساحر، فهذا ليس كرامة، وإنما هذا خارق شيطاني، فالساحر قد يطير في الهواء، ويمشي على الماء، ويدخل في النار ولا تحرقه، وهذا عمل شيطاني وليس بكرامة، وهو ابتلاء وامتحان.
فنحن نؤمن بكرامات الأولياء وأنها منحة من الله، قال أهل العلم: كرامات الأولياء معجزة للأنبياء. لأنهم ما حصلوا على هذه الكرامات إلا باتباعهم للأنبياء، فهي كرامة للأولياء ومعجزة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والناس في الكرامات على ثلاثة أقسام، طرفان ووسط.
الطرف الأول: من ينكر الكرامات، وهم المعتزلة، ينكرون كرامات الأولياء، ويقولون: ليس هناك كرامات ولا خوارق؛ لأنهم يعتمدون على عقولهم ولا يعتمدون على الأدلة، فينكرون الكرامات.
الطرف الثاني: فريق غلا في إثبات الكرامات حتى عدوا مخاريق السحرة والكهنة والصوفية كرامات، وهي خوارق شيطانية وليست كرامات، هؤلاء غلوا في إثبات الكرامات حتى اعتقدوا أن كل شيء يخالف العادة فهو كرامة، ولو كان جرى على يد ساحر وكاهن