ومشرك، فيقولون: هذه كرامة. ولذلك يعبدون القبور ويقولون: إن صاحبها حصل له كرامات وحصل له كذا وكذا، ويطلبون منه المدد، وهذا غلو في أصحاب الكرامات.
الثالث: أهل السنة والجماعة، فيتوسطون، يثبتون الكرامات الصحيحة، أما خوارق الشياطين وما يجري على يد الشياطين فهذه ليست كرامات، وإنما هي شيطنة وابتلاء وامتحان، فقد يطير الساحر في الهواء، ويمشي على الماء ويحصل له أشياء، ولكن هذا بفعل الشياطين، وقد يخبر عن أشياء غائبة؛ لأن الشياطين تخبره، إذا هو عبدهم وخضع لهم خدموه، {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}[الأنعام: ١٢٨] ، فإذا تقرب الإنسي إلى الجن وخضع لهم خدموه، وهم يقدرون على ما لا يقدر عليه الإنس، فيظن الجاهل أن هذه كرامة، وهي ليست كرامة، وإنما هي شيطنة، فيجب التنبه لهذا في أمور، فالكرامات لا تنفى مطلقا ولا تثبت مطلقا، وإنما يفصل فيها فيكون الإنسان على بصيرة.
وقوله:«وما لهم من المكاشفات» ، يعني: الفراسة، يعطي الله بعض المؤمنين فراسة، يتفرس فيها الأشياء، وتحصل كما تفرسها.