للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون فاستسقوا به، كما كانوا يستسقون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته.

وهم إنما كانوا يتوسلون بدعائه وشفاعته لهم فيدعو لهم ويدون معه كالإمام والمأمومين من غير أن يكونوا يقسمون على الله بمخلوق، كما ليس لهم أن يقسم بعضهم على بعض بمخلوق ولما مات صلى الله عليه وسلم توسلوا بدعاء العباس واستسقوا به، ولهذا قال الفقهاء، يستحب الاستسقاء بأهل الخيل والدين والأفضل أن يكونوا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد استسقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي، وقال اللهم إنا نستسقي إليك بيزيد بن الأسود، يا يزيد الرفع يديك فرفع يديه ودعا ودعا الناس حتى أمطروا، ولم يذهب أحد من الصحابة إلى قبر نبي ولا غيره يستسقي عنده، ولا به العلماء استحبوا السلام على النبي صلى الله عليه وسلم للحديث الذي في سنن أبي داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام)) (١) .

هذا مع ما في النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام)) (٢) وفي سنن أبي داود وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أكثروا علي من الصلاة وليلة الجمعة ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي)) فقالوا يا رسول الله: كيف تعرض صلاتنا وقد أرمت أي بليت، فقال: ((إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء)) (٣) .

فالصلاة عليه بأبي وأمي والسلام عليه مما أمر الله به ورسوله: وقد ثبت في الصحيح أنه قال: ((من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً، والمشروع لنا عند زيارة الأنبياء والصالحين وسائر المؤمنين هو من جنس المشروع عند جنائزهم، فكما أن المقصود بالصلاة على الميت الدعاء له، فالمقصود بزيارة قبره الدعاء له كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح والسنن والمسند أنه كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم: ((السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه النسائي في سننه كتاب السهو - باب السلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ٣/٤٣ وأخرجه أيضاً الدارمي ١/٣١٧ وأحمد في مسنده ١/٣٨٧، ٤٤١، ٤٥٢ وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي رقم ٢١ جميعاً في حديث ابن مسعود لكنه لفظه، ((وإن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام)) وسنده صحيح.
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>